بقلم : محمود عبد الحفيظ
عاوزين نرجع هيبة الشرطة يا جماعة ... جملة انتشرت كثيرا بعد 25 يناير .. جملة ضحى من اجلها الكثيرمن الناس الغلابة فى الشعب المصرى بمكاسب ثورتهم حتى يشعروا بالامان أملا فى ان تعود الشرطة للقيام بواجبها ضد البلطجية الذين يمزقون ظلام الليل بسيوفهم ...
كما نقول دائما ان فى كل مجال هناك الصالح و الطالح و كما يتواجد الفاسدون فهناك دائما الشرفاء .. المشكلة فى الشرطة ان الفساد يصب رأسا على المواطن مباشرة فيراه واضحا جليا .. فترى الظابط الفاسد يجامل شخص مثلا بتعذيب عدوه او منافسه و تراه يؤذى الناس و يقمعهم مقابل مكاسب شخصية و لهذا فمن يفسد فى هذا الجهاز خاصة يكرهه الناس سريعا لانهم يلمسون فساده بقوة بل و يعطى انطباع سىء ايضا عن زملائه الشرفاء ..
هؤلاء الضباط الفاسدين هم من يبحثون الآن عن استرجاع ما تسمى بالهيبة لانهم يريدون استرجاع سلتطهم القمعية و مصالحهم الشخصية التى كانوا يملكوها قبل الثورة .. مطلقين على هذه السلطة القمعية لفظ الهيبة حتى يغيروا المعنى فيتعاطف معهم الناس خاصة فى ظل الانفلات الأمنى ..
أما شرفاء الشرطة و هم كتيرون فقد عادوا ليمارسوا عملهم مؤمنين بأن الهيبة فى العمل الشرطى تأتى من العمل نفسه فبمجرد مطاردته لمجرم او بلطجى و الامساك به و حماية الناس من شره فهو يحصل على تقدير و احترام الناس و هذا التقدير يتحول تلقائيا الى هيبة ..
الهيبة التى تبحث عنها الشرطة لن يجدوها فى مصباح علاء الدين و لن يحصلوا عليها بالبكاء و ترديد الجمل الهجومية على الثورة و الهجوم الدائم على الشهداء متهمين من قتل منهم عند الاقسام بالبلطجية و لم يحاولوا تذكر ان كلمة شهيد لن تأتى لأحد بحكم قضائى يمكن التلاعب فى حيثيات قضيته او تغيير اقوال الشهود انما يأتى بحكم الهى لا يمكن تغييره ...
الهيبة التى تريدها الشرطة لن تأتى من صفحات الفيس بوك و جروباته التى تنادى الجميع بالتهدئة و المحاباة للشرطة و عدم انتقاد ادائها بل ستأتى اذا ادوا واجبهم على أكمل وجه و طاردوا البلطجية المعروفين بالاسم و المسجلين عندهم بدلا من اطلاقهم على المتظاهرين لتشويه صورة الثورة....
الهيبة لن تأتى بالأمر فهى مرحلة من مراحل الاحترام و الاحترام يكتسبه الشخص بتصرفاته فقط و لن يكتسبها بقمع الناس لان القمع يولد الاحتقار و لا يولد الاحترام ..
الهيبة لن تأتى من أمثال العسكرى الراقص بالسيف فى التحرير و لكنها ستأتى من أمثال مأمور قسم الموسكى الذى أظهر بطولة فى مطاردة البلطجية و الذى يجب أن نكرمه هو و كل الشرفاء ليكونوا مثالا يحتذى به ...
الهيبة التى يريدها الجميع لجهاز الشرطة هى الهيبة الطبيعية التى سيكتسبها الضباط اذا ادوا واجبهم بنجاح فى حماية المواطنين من المجرمين و حماية المجتمع من الفاسدين و اعادة الحق لأهله و اعانة المظلوم على الظالم و حماية مطالب الناس المشروعة و الدفاع عنها ...
هذه هى الهيبة المطلوب تواجدها اما من يسعى حتى الآن لقمع الناس و تعذيبهم و احتجازهم و استخدام البلطجية ضدهم فهو لا يسعى للهيبة بل يسعى للخيبة التى ستطارده و لن يجد منها غير العار الذى سيلازمه طوال حياته حتى امام نفسه و امام الله يوم لن ينفع اى شخص سوى أعماله فقط ..
فيا معشر ضباط الشرطة نرجوكم اتركوا الخيبة و سارعوا الى الهيبة هى خير لكم و خير لمصر ...
توقيع : صعيدى من مصر