WNR

WNR
World News Reader

الأربعاء، 2 مارس 2011

الى الامام الى الامام ... ثورة ثورة

بقلم : محمود عبد الحفيظ

من يرى الأن أحوال مصر من الخارج غير من يراها من الداخل تماما و هو الأمر الذى دفعنى لكتابة هذا المقال. فمن يراها من الخارج سعيد جدا بالثورة التاريخية التى قام بها الشعب المصرى و التى غيرت صورة العرب جميعا و المسلمين أيضا فى اذهان الغرب و أعادت ألينا كرامتنا و عزة نفسنا.



أما من بالداخل خائف من المستقبل مترقب بحذر لما يحدث.
مبدأيا أنا من الرافضين تماما لحكومة الفريق أحمد شفيق رغم احترامى لشخصه الكريم و لكن لى وجهة نظر فى الموضوع و هى ببساطة أننا قمنا بثورة 25 يناير المجيدة من أجل التغيير الجذرى لكل فلول النظام السابق. و لن تكتمل الثورة و لن تكتمل أهدافها الا بهذا الغيير الجذرى . أغلب المصريين الأن فى انشقاق ما بين مؤيد و معارض و أصبح كل واحد يلقى اتهامات على الأخر لمجرد انه مختلف عنه فى الرأى و هذا خطأ كبير سببه ببساطة اننا لم نتعود على الديموقراطية الحقيقية بل تعودنا على ديموقراطية مبارك و هى "نفسك تموت ازاى مشنوق و لا مدبوح ولا بالرصاص" فالديموقراطية فى عهد مبارك كانت فى الاسلوب فقط الذى سيؤدى فى النهاية لنفس المصير.

معظم الشعب المصرى الأن خاصة المؤيديين للفريق أحمد شفيق هم ببساطة خائفين و بالطبع عندهم حق فالانسان دائما عنده خوف من المجهول و خاصة فى هذه الايام التى تشهد فيها مصر انفلات أمنى كبير جعل الناس تخاف على نفسها و على أولادها و تتمنى الرجوع الى الأمان حتى و لو عاد حسنى مبارك بطغيانه و أقول لهم أن هذا جزء من خطة رسمها بقايا نظام  الحزب الوطنى الفاسد و الذى استخدم البلطجية لارهاب الناس لجعلهم يتراجعون عن موقفهم و ذلك شىء طبيعى لأنك ببساطة لن تجد الحرامى بمجرد أن سلطت الضوء عليه و كشفته أن يستسلم بل بالعكس سيقاوم و يقاوم لأنه يعرف أن حياته على المحك و هذا ما يفعله بقايا النظام بالظبط و بقاء شفيق  لن يحل هذه المشكلة و لكن ما سيحلها هو التغيير الكامل للنظام و القبض على كل من له علاقة بالنظام السابق فورا و التحقيق معه بموجب قانون الطوارئ الذى طالما انكوى الشعب بناره و جاء الان الدور على بقايا الحزب الوطنى أن يجرب هذه النار.
من يطالب معتصموا التحرير بفض الاعتصام عله يكون الحل لعودة الأمان مخطئ فمعتصموا التحرير لم يقولوا للشرطة الا تعود الى العمل بالعكس الشعب المصرى كله يطالب الشرطة بالعودة لعملها و أقول للناس أن من طلب من الشرطة الانسحاب هو حبيب العادلى و ليس المتظاهرون فهل تنتظر الشرطة أوامر من حبيب العادلى بالعودة؟ و ماذا ينتظر محمود وجدى لكى يعيد الأمن للشارع؟ و اذا كان الشباب معتصمون فى التحرير فلماذا تنسحب الشرطة من شبرا و امبابة و مدينة نصر؟؟!! 
لماذ يصر محمود وجدى أن الشرطة لم تخطئ فى استخدام العنف ضد المتظاهرين و لماذا لا يريد وجدى الاعتراف بان السجون فتحت بمعرفة الداخلية رغم اعتراف العادلى نفسه بذلك؟ لماذا تم تعيين وزير جديد للبترول كان يعمل فى مجلس ادارة الشركة المصدرة للغاز لاسرائيل؟ 



عندما دعيت ألى الثورة فى بداية كلامى مستخدما عبارة القذافى "الذى أصبح منافسا شديدا للمبى فى الكوميديا" كنت أقصد أن تكون ثورة ضد مبادئ النظام القديم بأكملها. فلا يمكن أن تكتمل الثورة بوجود وزراء كانوا من أعداء الثورة ليصبحوا فجأة من مؤيديها فقط للمحافظة على مكانتهم فأبو الغيط على سبيل المثال قبيل الثورة كان يقول مصر ليست تونس و الأن يقول أن الثورة شئ تاريخى سيغير مصر للأفضل ، أى منافق هذا و لماذا هو باق فى موقعه و اذا كان شفيق يحتفظ بأمثال هؤلاء فى حكومته فنحن لا نريده و لا نريد حكومته. لماذا لم يتم محاكمة صفوت الشريف و فتحى سرور و زكريا عزمى. لماذا لم يتم التحقيق معهم فى كل الجرائم التى ارتكبوها ضد الشعب ؟ 

هل نريد فعلا ثورة؟ اذا كانت الاجابة نعم اذا فهى ثورة على كل النظام القديم كليا بدون خوف او تراجع . فعندما قام الظباط الاحرار بثورة 52 تم تغيير النظام كاملا و تم حل الحكومة عن بكرة ابيها الى حكومة أهل الثقة و هم من الظباط الاحرار بدون خوف مع العلم  أنهم لم يكونوا رجال سياسة بل كانوا فقط ظباط تحكمهم الحياة العسكرية و التى حكموا بها مصر طيلة أكثر من نصف قرن. الأن مع كل المفكرين و السياسيين و المتعلمين و العلماء أمثال أحمد زويل و فاروق الباز و الشيوخ و حتى الشباب الواعى المثقف فى مصر نخاف من التغيير الكامل؟ لماذا؟ و لصالح من؟ أم أن هذه المخاوف أيضا تنتقل للناس عن طريق بقايا الحزب المذبوح؟

فى النهاية أريد فقط أن أطمئن قلوب المصريين الخائفين من المستقبل و أقول لهم لن يمر علينا أسوأ مما كان و يجب على الجميع أن يتفائل بالغد فعلماء مصر و مثقفيها و شبابها لن يسمحوا بضياع مصر بعد الثورة و سيحاول كل مصرى العمل فقط من أجل مستقبل أفضل لمصر و لا تستعجلوا النتائج فمع كم الفساد الذى مرت به مصر ستحتاج فترة نقاهة لتعود الى طبيعتها  و استرداد صحتها.