WNR

WNR
World News Reader

الجمعة، 26 أغسطس 2011

سفارة بلا عنوان

 بقلم : محمود عبد الحفيظ

ماذا يعنى أن لاسرائيل سفارة فى الدول العربية؟
معناها ببساطة ان العرب يعترفون بأن الكيان الصهيونى دولة و يرفعون اعلامها و يحمون سفاراتها بل و يعترفون رسميا بحقهم فى الاستيطان الذي يمارسونه فى ارض فلسطين الحبيبة و يوافقون عليه و بدلا من أن يحرروا القدس هم بذلك يساعدون الصهاينة فى مخططهم اللئيم للتوسع الصهيونى و لهدم المسجد الاقصى !!!



بالطبع فاذا كنت تعتبر أن اسرائيل عدو لك و تعرف جيدا و تعترف بانها قوة صهيونية احتلالية استباحت دم العرب و نهبتهم وطنهم و استوطنت كالسرطان فى اراضيهم فكيف تعترف بهم كدولة و تنشىء لهم سفارة على ارضك الا ان كنت تعينهم على فسقهم هذا ؟!!


سنقول ان هذا كان يحدث قبل ثورات الربيع العربى و قبل ان تنتفض الشعوب و تفيق و تطيح بحكامها الطغاة الذين عملوا تحت اقدام اسرائيل و امريكا من اجل مجد زائف و سلطة زالت بسهولة لم يتوقعها أحد لأن أوهن البيوت بيت العنكبوت .. و لان ملكهم قد بنى على باطل فقد زال بسهولة و اذا كان اساسه متين لما تأثر بالعاصفة عندما هبت ...

كذلك هى اسرائيل قد بنيت على باطل فلا تستبعد دمارها و سقوطها فهو عند الله هين و سهل و لكن يجب أن نتحرك نحن أولا حتى ينصرنا الله و يجب أن نحافظ على الارادة التى اطاحت بطغاة العرب ...


تذكروا معى حرب اسرائيل مع حزب الله و كيف خسرت اسرائيل و لم تستطع رد فئة صغيرة رفعت اسم الله و جعلته شعارها فاعزهم و نصرهم و حتى ان كنا لا نتفق معهم فى مذهبهم فهم فى النهاية مسلمون موحدون و هم أقرب الينا من اليهود ... 

و اعتقد ان الصراع الخفى بين السنة و الشيعة هو من فعل الصهاينة لعنهم الله فهم يشعلون الفتنة بين السنة و الشيعة و بين المسلمين و الاقباط و بين كل الفئات العربية خشية ان يتحدوا فيقوموا ووقتها ستكون نهاية بنى صهيون للابد ان شاء الله ... 


لماذا لا نستغل الربيع العربى و الثورات التى اطاحت بطغاة العرب لنتحد و لنكن قوة واحدة .. لماذا لا نبدا حتى بالاقتصاد و التجارة و الاسواق العربية المشتركة و العملة العربية الموحدة ؟؟

لماذا لا نجعلها أمة واحدة من جديد حتى ينصرنا الله بوحدتنا و تذكروا ان صلاح الدين لم يحرر القدس الا بعد ان وحد العرب  و جمعهم تحت لواء واحد و راية واحدة بكل طوائفهم سواء سنة او شيعة او اقباط تجمعوا كلهم و وقتها كتب الله النصر للعرب و استطاعوا تحرير القدس ووقفوا ضد جيوش الصليبيين التى توافدت من كل دول اوروبا و انتصروا عليهم و ردوهم الى ديارهم خائبين ...


هل تظن أن الامر مستحيل و أن ايام صلاح الدين كانت الاوضاع اسهل من الان؟؟ 
اقول لك ابدا فوقتها ايضا كان الاوروبيين متفوقين عسكريا و كانوا يمتلكون معدات حربية لا يمتلكها العرب و تذكر ايضا ان الحرب وقتها كانت فى الجبال وسط الحر الشديد و مع ذلك ظل صلاح الدين و جيشه كالاسود حتى استطاعوا رد العدوان فقط بوحدتهم و عندما تفرقنا من بعده انهزمنا مرة اخرى ...


أعلم جيدا ان هذا الكلام قد سمعناه مئات المرات و لكنى الأن و بعد سقوط طاغية ليبيا و ان شاء الله تقترب ايضا نهاية طاغية سوريا و اليمن اصبح الامل أكبر و عاد الحماس ليملأنى مرة أخرى و انا أكتب مقالى هذا و كلى تفاؤل بأن الشعوب التى كانت تقرأ المقالات بالأمس بدون اهتمام و لا مبالاة ملقين اللوم على حكامهم قد تغيروا و يقرأون اليوم باهتمام و حماس موقنين ان التغيير سيأتى منهم و اننا قريبا ان شاء الله سنسقط اعلام الكيان الصهيونى من على سفاراتهم و سترفرف اعلام فلسطين الحبيبة و سنحتفل فى كل الشوارع العربية بالتحرير و بجلاء الظلم و الطغيان ...


اللهم احينا لنرى هذه اللحظة اللهم اجعلها قريبة و كمانزعت ملك الطغاة بكلمة "كن" فانزع ملك الصهاينة بفعل "يكون" ...


و حتى ان نشهد هذه اللحظة يجب علينا جميعا كشعوب عدم الاعتراف بالكيان الصهيونى و الاعتراف فقط بفلسطين و لننشىء لها سفارة فى قلوبنا نحميها و نرفع اعلامها و نفديها بدمانا و أرواحنا حتى و ان كانت سفارة فلسطين  ... سفارة بلا عنوان ...



توقيع : صعيدى من مصر