بقلم : محمود عبد الحفيظ
انتشرت فى الأونة الأخيرة مطالبات لدعم القضية الفلسطينية و قد تم نشر الدعوة بين العرب بطريقة كبيرة و سرعة رهيبة و قد كانت بعض الدعوات جميلة جدا و سعدت بها كثيرا مثل مليونيات صلاة الفجر لهز الكيان الصهيونى و قد استمتعت كثيرا بمشاهدة مقاطع الفيديو لملايين الشباب فى صلاة الفجر و طمأننى هذا الى أن اليوم الذى سنرى فيه صلاة الفجر مثل صلاة الجمعة و الذى ستكون فيه نهاية اسرائيل قريب و ليس بعيد ...
و لكن كانت هناك دعوات أخرى أظن بانها ينطبق عليها القول المشهور "كلمة حق يراد بها باطل" و هى دعوات الزحف الى فلسطين و تحريرها و قد صورت الخطط التى وضعت على الانترنت لما سموه الانتفاضة الثالثة لفلسطين سذاجة من وضع الخطة أو مكره الشديد وهى الزحف الى فلسطين و تحريرها فى ثلاثة أيام!!!
الثورة المصرية و هى أسرع الثورات و أنجحها و التى اتحد فيها الجيش مع الشعب تمت فى 18 يوم لاسقاط مبارك أما نظامه فهو باقيا يحارب حتى الان .. فهل تعتقد ان الزحف الى فلسطين و محاربة الكيان الصهيونى بكل أسلحته و من خلفه أمريكا بدعمها سيتم فى ثلاثة أيام فقط من شباب أعزل؟؟!!
من منا لا يحلم باليوم الذى تتحرر فيه القدس و فلسطين؟ من منا لا يحلم برد أعتبار المسلمين و العرب و الانتقام من بنى صهيون؟؟!!
و لكننا يجب أن نأخذ بالأسباب و بالقرآن و قد قال لنا الله تعالى فى كتابه الكريم "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" فلمصلحة من الزج بالشباب الأعزل فى مواجهات قد يسفر عنها ضرر لا حصر له ...
ألم نفكر أن المخطط قد يكون من اسرائيل نفسها؟؟!! و ان اسرائيل نفسها هى من تدعو شباب مصر للزحف الى فلسطين الان ....
و هدفهم فى ذلك توريط مصر بعد سقوط حليفهم مبارك للدخول فى مواجهات مع اسرائيل و قتها ستكون فى حال الدفاع عن النفس و ستقف أمريكا و العالم فى صفها و هى تقتل الشباب المصرى هناك و سيكون لها كل الحق فى نقض اتفاقية السلام و الدخول الى سيناء فى وقت كان الجيش المصرى فيه مشغول بقضايا الداخل و التى تساهم اسرائيل أيضا فيها بكل قوة و بشكل كبير يوميا باشعال الفتنة بين مسلمين مصر و اقباطها!!!
لماذا نستبعد ان يكون الموساد بكل قوته الان متوجه لمصر لعلمه انها الخطر الأكبر على الكيان الصهيونى فيعمل بأقصى جهده لاجهاد مصر و قواتها المسلحة فى الداخل و الخارج و يستغل حماس شبابها الذى نفخر به ليزج به فى مهلكه حقيقية له و لمصر؟؟!!
لماذا برغم علمنا بأن اسرائيل بالتأكيد و بدون شك لها أيادى قذرة تلعب الان فى مصر نساعدها على ذلك و تأخذنا العزة بالاثم و نزيد من اشعال الفتنة فى مصر؟؟!!
لماذا لا نحاول تهدئة الاوضاع فى بلادنا ؟؟ لمصلحة من ما يحدث الان ؟؟ الفتنة فى مصر ليست فى مصلحة اى مصرى مسيحى او مسلم .. الفتنة فى مصر فى مصلحة اسرائيل وحدها...
لماذا نعطى الفرصة لأعداء مصر الان ان يشمتوا و يشعروا زهوة النصر وأن يكسروا الثورة التى طالما حلمنا بها ؟؟!
هذا الوقت هو الأخطر فى تاريخ مصر كلها .. الأن هو المواجهة الحقيقية مع عدو أجبن من ان يظهر على السطح و لكنه يلعب بقذارة فى الخفاء ليحطم مصر بعد شعوره فعلا بالخطر الحقيقى بعد الثورة ...
فكان الحل الأمثل له "فرق تسد" فكانت المحاولة الاولى للوقيعة بين الجيش و الشعب و الزج بالضباط وسط المتظاهرين لافتعال أزمة بين الجيش و الشعب و كنا والحمد لله عاقلين و احتويناها
الأن توجهوا الى الفتنة الطائفية و التى للأسف وقعنا فى فخها نتيجة للجهل بالدين الصحيح من الطرفين المسيحيى و المسلم ...
فلا الاسلام يأمر بالقتل و التطرف و لا المسيحية تأمر بذلك ... و لا يرضى الله ذلك أبدا ..
فى هذا المنعطف الخطر الذى تمر به البلاد فى سرعة شديدة توشك ان تهلك الجميع ادعو الجميع للالتفات لمصر فقط و ترك اى قضايا اخرى...
ادعو الاخوة الاقباط الذين يطالبون بحقوقهم و لهم كل الحق فى ذلك و نساندهم فيه أن يتوقفوا عن الاعتصام الدينى لانه أرض خصبة للعدو يزرع بها العنف فى مصر مثلما حدث أمس من هجوم لبلطجية مستأجرين قد يكونوا هم نفس البلطجية الذين نفذوا موقعة الجمل و لكن عندما يكون الاعتصام دينى يأخذ الموقف شكل مختلف ... و تكون البلطجة هنا بأسم الدين و هو ما يسىء للاديان كلها و يسىء لمصر أمام العالم ..
ادعو السيد عصام شرف و المشير طنطاوى شخصيا بالنزول و الاستماع الى مطالب الاخوة الاقباط و تنفيذ كل ما هو مشروع منها دون تمييز بينهم و بين اى مصرى لا بزيادة او نقصان فكلنا امام القانون و امام مصر سواسية لنا نفس الحقوق و علينا نفس الواجبات ..
ادعو شباب مصر المتحمس للقضية الفلسطينية التعقل مع الاستمرار فى عمل المليونيات ايام الجمعة و رفع أعلام فلسطين و التأكيد بأن فلسطين فى قلوبنا و لكن فى هذا الوقت مصر هى ما يجب ان تشغلنا أولا و أخيرا ...
ادعو كل مصرى شريف عدم الاستماع الى الشائعات و نقلها فما نمر به الان كان سببه شائعات قد تكون نقلت بحسن نية و لكن كانت نتيجتها سوداء فالتاريخ لا يعترف بحسن النية و لكنه يعترف فقط بالنتيجة ...
و لنعلم جميعا ان فساد النظام السابق كان فساد سرطانى انتشر فى كل شىء و كان له صلة كبيرة بالكيان الصهيونى فلا تتوقع أن ازالة رأس النظام ستقتله بل تأكد ان هناك من كان يستفيد بالمليارات من النظام السابق و فقدها بسقوطه و هو على اتم استعداد ان يفعل اى شىء و ان يدفع الملايين لاسترداد ما خسره..
و لا تعتقد ان اسرائيل ستظل صامتة بعد المصالحة الفلسطينية و فتح معبر رفح بل ستفعل اى شىء لاعادة النظام الذى كان يضمن استقرارها ...
اسأل الله ان يحمى مصر و شعبها من اعدائها و ان يحفظها من كل سوء و ان يهدينا الى سواء السبيل
توقيع : صعيدى من مصر