كيف يمكنك ان تصبح رئيسا للجمهورية؟؟!!
بقلم : محمود عبد الحفيظ
سؤال بسيط يمكن لاى طفل الاجابة عليه بسهولة جدا "أن أجتهد جدا فى دراستى و أن أتفوق و أن اهتم بالعلوم المختلفة و أن أكون مطلع على السياسة الداخلية و الخارجية للدولة و أن أكتسب حب الناس و احترامهم عندها أرشح نفسى فتكون فرصتى كبية فى الفوز بالمنصب" ..
اجابة نموذجية و مقنعة جدا و لكن خارج نطاق الدول العربية !! أما فى عالمنا العربى فالمقاييس دائما مختلفة كما تعودنا فى كل شىء !!
فالواسطة مثلا التى يحاربها العالم أجمع لانها تقتل الكفاءات نحن فى عالمنا العربى نقدسها و يتعامل بها كل فرد بدءا من رئيس الجمهورية محاولا توريث الحكم لابنه الى أصغر عامل او حتى بائع جرائد فأصبحنا لا نشترى حتى الخبز الا بالواسطة و بالمعرفة ...
أما الرشاوى فنحن العرب كنا أول من غير مفهومها لتصبح "اكرامية" لنغير الشكل القبيح للرشوة الى شكل فيه تعطف و احسان فنحن نعطى الاكرامية نظير تكرم الموظف المسؤول علينا بوقته و اجراء حاجتنا عنده فجاءت الاكرامية من التكرم حتى أصبحت فرض عين على الجميع !!
نعود الى موضوعنا الرئيسى و هو كيف اذن يمكنك أن تصبح رئيس جمهورية فى عالمنا العربى؟؟!!
لننس الاجابة السابقة تماما فليست كل الاجابات ملائمة لكل الأماكن و لنفكر فى اجابة واقعية نستمدها من تاريخنا العظيم...
لتصبح رئيس جمهورية يوجد لديك طريقين ..
طريق سهل و هو أن تولد لتجد أبوك رئيسا أصلا فيجهز لك كل شىء لترث وظيفته و ثروته و تصبح رئيسا بالفطرة و هذه الطريقة قد تنجح كما رأينا مع بشار الأسد فى سوريا و قد تودى بك الى غياهب السجون كما رأينا مع الأخ جمال مبارك...
الطريقة الثانية و هى الأصعب .. اذ يتوجب عليك أن تجتهد بنفسك دون مساعدة "بابا و ماما" ..
و هى أن تلتحق أولا بالمؤسسة العسكرية و تتخرج من احدى الكليات الحربية ..
"أيوة مستغرب ليه احنا عندنا كده انت عاوز تبقى فاشل مثلا و تجيب 99% فى الثانوية و تدخل كلية طب و عاوز تخرج تحكم البلد؟؟!!"
بعد ما تتخرج يا سيدى الفاضل من كليتك العسكرية و التى لا نشترط ان تكون متفوقا فيها لانك ستخرج لتجد نفسك على نفس الرتبة مثلك مثل الأول على الدفعة فلماذا تتعب و تجتهد
"اهه فى الأخر هتتعين برتبة نقيب زيك زيه" ..
بعد التعيين يا سيدى الفاضل و قد أصبحت "ضابط قد الدنيا" هنا يأتى وقت الاجتهاد الفعلى و هنا سنرى مدى كفائتك فى شق طريقك نحو المنصب المنشود ..
أولا يجب الا تكون ضابط عادى يجب دائما ان تكون مميزا وسط زملائك فيجب عليك أن تكون أكثرهم صرامة حتى اذا فشل أحدهم فى أى مهمة تكون أنت البديل له و عندها سيطلق عليك رجل المهمات الصعبة ليلمع اسمك أكثر و أكثر ..
يجب عليك أن تكون مرضيا لرؤسائك قوى الشخصية بين زملائك ..
يجب أن يشعر الجميع أنك رجل صاحب سلطة فى أى مكان تذهب اليه .. يجب أن يعلم أى شخص يراك أنك ضابط و تمارس سلطتك على الجميع ..
و هكذا تستمر فتجد فى طريقك الترقيات الاستثنائية و المكافأت الدورية نظرا لتفوقك و حنكتك و لا مانع من بعض استغلال للسلطة لجنى بعض الأرباح الاضافية حتى تصل الى حيث تريد ..
و عندما تصل الى حكم البلاد عندها لا تنسى مؤسستك العسكرية التى أوصلتك الى مبتغاك و التى امتعتك بالسلطة و التسلط طيلة حياتك فتكون خادما لها فترة حكمك كرئيس للدولة
حتى و ان اصبحت مقدرات الوطن كلها فدائا للمؤسسة العسكرية و لنبدأ عهد الميزانيات المفتوحة و صفقات الأسلحة و الحجة الدائمة هى أن الجيش يجب أن يكون الأولى بالرعاية لأنه هو درع الوطن ...
و هكذا الحال للأسف فى معظم دولنا العربية ... الحكم يذهب اما لابن الرئيس أو لشخص سلطوى تعلمه وظيفته بطبيعتها الديكتاتورية و التسلط فلا يستمع الا لصوته و لا يرى الا نفسه ..
و ينتهى الأمر بأن حكامنا لا يرون فى أرائنا أى صواب و كأنهم هم فقط من يفهمون و كأنهم هم فقط من يعرفون مصلحة البلاد فتتجدد المشاكل و تتكرر الثورات و تتدهور أحوالنا أكثر فأكثر...
كان هذا كله قبل مطلع ربيع الثورات العربية الأخيرة و التى نأمل بأن نرى بعدها تغييرا حقيقيا ..
فهل سنجد تغيير فى سياستنا و هل سنحاول اللحاق بركب التقدم الذى فاتنا منذ مئات الأعوام ...
أم سنعود مرة أخرى الى قديمنا فنسمع عن ثورة جديدة قام بها أحفادنا بعد 50 سنة للاطاحة بالحاكم العسكرى الذى كان يحاول توريث الحكم لابنه ؟؟!!!
هاتفين بكل قوتهم "ارحل يعنى جو .. بتفهم ولا نو؟"
بقلم : محمود عبد الحفيظ
سؤال بسيط يمكن لاى طفل الاجابة عليه بسهولة جدا "أن أجتهد جدا فى دراستى و أن أتفوق و أن اهتم بالعلوم المختلفة و أن أكون مطلع على السياسة الداخلية و الخارجية للدولة و أن أكتسب حب الناس و احترامهم عندها أرشح نفسى فتكون فرصتى كبية فى الفوز بالمنصب" ..
اجابة نموذجية و مقنعة جدا و لكن خارج نطاق الدول العربية !! أما فى عالمنا العربى فالمقاييس دائما مختلفة كما تعودنا فى كل شىء !!
فالواسطة مثلا التى يحاربها العالم أجمع لانها تقتل الكفاءات نحن فى عالمنا العربى نقدسها و يتعامل بها كل فرد بدءا من رئيس الجمهورية محاولا توريث الحكم لابنه الى أصغر عامل او حتى بائع جرائد فأصبحنا لا نشترى حتى الخبز الا بالواسطة و بالمعرفة ...
أما الرشاوى فنحن العرب كنا أول من غير مفهومها لتصبح "اكرامية" لنغير الشكل القبيح للرشوة الى شكل فيه تعطف و احسان فنحن نعطى الاكرامية نظير تكرم الموظف المسؤول علينا بوقته و اجراء حاجتنا عنده فجاءت الاكرامية من التكرم حتى أصبحت فرض عين على الجميع !!
نعود الى موضوعنا الرئيسى و هو كيف اذن يمكنك أن تصبح رئيس جمهورية فى عالمنا العربى؟؟!!
لننس الاجابة السابقة تماما فليست كل الاجابات ملائمة لكل الأماكن و لنفكر فى اجابة واقعية نستمدها من تاريخنا العظيم...
لتصبح رئيس جمهورية يوجد لديك طريقين ..
طريق سهل و هو أن تولد لتجد أبوك رئيسا أصلا فيجهز لك كل شىء لترث وظيفته و ثروته و تصبح رئيسا بالفطرة و هذه الطريقة قد تنجح كما رأينا مع بشار الأسد فى سوريا و قد تودى بك الى غياهب السجون كما رأينا مع الأخ جمال مبارك...
الطريقة الثانية و هى الأصعب .. اذ يتوجب عليك أن تجتهد بنفسك دون مساعدة "بابا و ماما" ..
و هى أن تلتحق أولا بالمؤسسة العسكرية و تتخرج من احدى الكليات الحربية ..
"أيوة مستغرب ليه احنا عندنا كده انت عاوز تبقى فاشل مثلا و تجيب 99% فى الثانوية و تدخل كلية طب و عاوز تخرج تحكم البلد؟؟!!"
بعد ما تتخرج يا سيدى الفاضل من كليتك العسكرية و التى لا نشترط ان تكون متفوقا فيها لانك ستخرج لتجد نفسك على نفس الرتبة مثلك مثل الأول على الدفعة فلماذا تتعب و تجتهد
"اهه فى الأخر هتتعين برتبة نقيب زيك زيه" ..
بعد التعيين يا سيدى الفاضل و قد أصبحت "ضابط قد الدنيا" هنا يأتى وقت الاجتهاد الفعلى و هنا سنرى مدى كفائتك فى شق طريقك نحو المنصب المنشود ..
أولا يجب الا تكون ضابط عادى يجب دائما ان تكون مميزا وسط زملائك فيجب عليك أن تكون أكثرهم صرامة حتى اذا فشل أحدهم فى أى مهمة تكون أنت البديل له و عندها سيطلق عليك رجل المهمات الصعبة ليلمع اسمك أكثر و أكثر ..
يجب عليك أن تكون مرضيا لرؤسائك قوى الشخصية بين زملائك ..
يجب أن يشعر الجميع أنك رجل صاحب سلطة فى أى مكان تذهب اليه .. يجب أن يعلم أى شخص يراك أنك ضابط و تمارس سلطتك على الجميع ..
و هكذا تستمر فتجد فى طريقك الترقيات الاستثنائية و المكافأت الدورية نظرا لتفوقك و حنكتك و لا مانع من بعض استغلال للسلطة لجنى بعض الأرباح الاضافية حتى تصل الى حيث تريد ..
و عندما تصل الى حكم البلاد عندها لا تنسى مؤسستك العسكرية التى أوصلتك الى مبتغاك و التى امتعتك بالسلطة و التسلط طيلة حياتك فتكون خادما لها فترة حكمك كرئيس للدولة
حتى و ان اصبحت مقدرات الوطن كلها فدائا للمؤسسة العسكرية و لنبدأ عهد الميزانيات المفتوحة و صفقات الأسلحة و الحجة الدائمة هى أن الجيش يجب أن يكون الأولى بالرعاية لأنه هو درع الوطن ...
و هكذا الحال للأسف فى معظم دولنا العربية ... الحكم يذهب اما لابن الرئيس أو لشخص سلطوى تعلمه وظيفته بطبيعتها الديكتاتورية و التسلط فلا يستمع الا لصوته و لا يرى الا نفسه ..
و ينتهى الأمر بأن حكامنا لا يرون فى أرائنا أى صواب و كأنهم هم فقط من يفهمون و كأنهم هم فقط من يعرفون مصلحة البلاد فتتجدد المشاكل و تتكرر الثورات و تتدهور أحوالنا أكثر فأكثر...
كان هذا كله قبل مطلع ربيع الثورات العربية الأخيرة و التى نأمل بأن نرى بعدها تغييرا حقيقيا ..
فهل سنجد تغيير فى سياستنا و هل سنحاول اللحاق بركب التقدم الذى فاتنا منذ مئات الأعوام ...
أم سنعود مرة أخرى الى قديمنا فنسمع عن ثورة جديدة قام بها أحفادنا بعد 50 سنة للاطاحة بالحاكم العسكرى الذى كان يحاول توريث الحكم لابنه ؟؟!!!
هاتفين بكل قوتهم "ارحل يعنى جو .. بتفهم ولا نو؟"
توقيع : صعيدى من مصر