المشهد الرأسى لمصر الان هو كالاتى :
مجموعة مؤيدين حول الرئيس و جماعة الاخوان المسلمين يبررون كل الاخطاء و يرفضون حتى الاعتراف بان مصر فى ازمة و يتهمون كل من يشكى همه و يشكى تدهور الاحوال فى مصر بالخيانة فقط لانهم يخافون ان يعترفوا بالازمة فتكتب فى صحيفة فشلهم و للاسف هذا هو ما يمكن ان يعجل بفشلهم فعلا لان اولى خطوات حل الازمة هى الاعتراف بها و اذا كنت لا تعترف بوجودها اصلا فبالتالى لن تحاول حلها ..
المجموعة الثانية فى المشهد هى المعارضة و التى لا تعترف باى نجاح تماما تحققه المجموعة الاولى و بالعكس فانها تحاول ان تثبت فشل الرئيس و جماعته لكى يثبتوا صحة وجهة نظرهم بان الرئيس و جماعته غير قادرين على قيادة البلاد و هو ايضا ما يمكن ان يزيد من الازمة و يدخل البلاد فى صراعات ..
المجموعة الكبيرة من الناس فى المشهد تقف فى المنتصف و هى جموع الشعب التى تريد فقط تحسين احوالها و لا تكترث بهؤلاء ولا هؤلاء و يمكن ان يكونوا مؤيدين للاستقرار فبالتالى هم مع بقاء مرسى فى الحكم و اعطاءه فرصة حتى يشعروا فقط بالاستقرار و لكن اغلبهم غير مؤيد للاخوان كتنظيم .. "من الاخر عاوزين ياكلوا عيش" و هذا يفسر طبعا نتيجة الاستفتاء على الدستور و الذى لم يقرأه احد و لكنهم مشوا بمبدأ "خلينا ورا .... لغاية باب الدار"
فى وسط هذا المشهد المعقد تجد مجموعة اخرى قليلة و لكنها قوية و مؤثرة لانها تملك الاموال و التى تسمى بالفلول او بمعنى اخر بقايا النظام السابق و الذى يسعى بكل قوة لاثبات فشل النظام الحالى حتى يترحم الناس على ايام مبارك و هم ناجحين بشكل كبير و دورهم الرئيسى فى المشهد هو اثارة المؤيدين و المعارضة اكثر فاكثر لجرهم الى العنف حتى نرى مزيدا من الفشل و الانفلات و الدماء و هو هدفهم الرئيسى ... هدفهم ان يقودوا مصر الى الهاوية
ما هى الحلول العملية للازمة ؟؟
الحل اولا ان نعترف ان الاقتصاد المصرى فعلا متدهور و يسير من سىء الى اسوأ كل يوم و اننا على شفا حفرة الافلاس فعلا .. و حتى من يقول ان الدول لا تفلس اقول له توقع الاسوأ يا اخى و اعمل حسابه افضل من ان تجلس و تفاجىء به ..
الحل فى الازمة الحالية هو حل واحد بس ... ان كل الاطراف الثلاثة الاولى ينظروا امامهم فقط الى الهاوية التى يقودنا اليها الطرف الرابع ...
طبعا هتقول دلوقتى انى مع نظرية المؤامرة!!
لو انت مش شايف ان فيه مؤامرة فعلا يبقى للاسف حضرتك مبتشوفش او بتعمل زى النعامة اللى بتدفن راسها فى الرمل .. المؤامرة موجوده و كلنا متأكدين منها و المستفيد منها معروف ..
مؤيدين الرئيس لازم يفهموا ان التأييد الاعمى و البحث عن مبررات لاخطاء نخبتهم ده بيضر الرئيس مش بينفعه و بيعجل بفشله الذى لا اتمناه لانه فى الاخر بيضر مصر مش بينفعها !!
انا غير مؤيد للاخوان و لكنى اتمنى ان ينجح الرئيس الاخوانى فى المرور بمصر من الازمة لانى عاوز مصلحة البلد بغض النظر كانت على يد يمينى او يسارى او اشتراكى او اسلامى او رأسمالى ..
انا كل اللى يهمنى ان مصر متغرقش و ان الناس الغلابة تتحسن اوضاعهم .. ميهمنيش مين يحكم انا يهمنى ان اللى يحكم يحكم بالعدل ..
الظلم على يد رئيس اسلامى زيه زى الظلم على يد رئيس كافر فى الاخر اسمه ظلم و فى الاخر اللى تضرر منه الشعب ...
نظرية تكفير المعارضة و اتهامهم انهم ضد المشروع الاسلامى لانهم بينتقدوا سياسة الرئيس نظرية فاشلة اول من سينكوى بنار فشلها هو الرئيس نفسه .. و ستضر الدين اكثر ما ستنفعه ..
المعارضة وظيفتها ان تعارض و تنتقد و هى تقوم بواجبها على اكمل وجه بل و ازيد من اللازم حتى فلتقم انت بواجبك ايها المؤيد و بدلا من مهاجمة المعارضة حاول تنصح الرئيس وتوجهه و تصلح من الوضع علشان حتى تكبسهم يا اخى و تبين انهم غلطانين ...
البحث الدائم عن طرف غائب نعلق اخطائنا على شماعته سيقودنا فى الاخر الى التهلكة ايضا ..
الاعتراف بالخطأ و تقبل نقد المعارضة هو الحل ..
الاعتراف بشرعية الرئيس و القبول به حتى نهاية مدته و مساعدته على العبور من الازمة هو الحل..
العمل من اجل انقاذ مصر و ليس اسقاط الطرف الاخر هو الحل ..
التوحد من اجل مصلحة البلاد هو الحل ..
اما ان يظل الوضع القائم كما هو عليه كل طرف يقف فى جانب يخون الطرف الاخر و يكفره و يعلق اخطاؤه عليه سنتجه الى الهاوية و باقصى سرعة ..
هذا هو الوضع الحالى لمصر و من لا يراه فهو بالتأكيد اعمى او بيستعبط
توقيع : محمود عبد الحفيظ
صعيدى من مصر