WNR

WNR
World News Reader

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

ما بين الثورة و المجلس

بقلم : محمود عبد الحفيظ

مصر فوق الجميع ...
جملة عظيمة نلقيها كلنا فى بياناتنا و خطبنا لتدل أننا نقدم مصلحة مصر فوق مصالحنا الشخصية كلها و لكن هل نعمل فعلا من أجلها ام هى مجرد جملة نستخدمها لتجميل ثوب الوطنية ؟؟




أتكلم اليوم عن رأيى الشخصى و أكن للجميع كل الاحترام و التقدير و هى فكرة قد بنيتها بناءا على مشاهدة ما يحدث الآن على ارض وطننا الحبيب ..

من له الفضل على مصر و المصريين؟؟ لا أحد و أعنى ما اقوله لا أحد له اى فضل على مصر لاننا فى هذه الفترة اصبحنا نرى الكثيرين ممن يظنون أن لهم الفضل و لكن الحقيقة هى اننا جميعنا مقصرين فى حق مصر و فى حق مصريتنا و فى  حق المصريين ..


الثوار و المعتصمون الذين يظنون ان لهم الفضل فى تحرير مصر ..لكم كل الشكر على ما ساهمتم به فى تحرير مصر و لكن هذا دوركم لان الساكت عن الحق شيطان اخرس .. 



المجلس العسكرى يرى ان له الفضل لانه لم يطلق النار على المتظاهرين و انه هو حامى الثورة و من ثم يرى نفسه الاصلح لادارة البلاد فى الفترة الانتقالية و ان الجميع يجب ان ينصاع له .. 
عذرا مجلسنا الموقر فنحن لا ننكر دورك الهام فى حماية الثورة و لكن هذا كان واجبا عليك لا تفضلا منك لان الجيش هو ملك شعب مصر و ملك مصر و ليس ملكا للنظام البائد و الجيش مكون اصلا من مصريين و عساكر الجيش هم نحن المصريون كلنا ندخل الجيش كمرحلة اجبارية فى حياتنا اذا فالجيش جزء لا يتجزء من الشعب المصرى ...


من يطلق عليهم الغالبية الصامتة و هم من يتابعون الاحداث فقط من خلال شاشات التلفيزيون و لا يتدخلون الا بارائهم على الانترنت او داخل منازلهم و منهم من يدعون للاستقرار و منهم من يدعون لاجهاض الثورة و منهم من يؤيدون الثورة قلبا و قالبا .. 
كل هؤلاء يظنون انهم فقط اصحاب الحق و انهم المصريون الحقيقيون ... 
عذرا للجميع يجب اولا ان نفهم اننا جميعا مصريون لنا نفس الحقوق و علينا نفس الواجبات .. 


كل هذه الطوائف مجتمعه هى شعب مصر بثوارها بمعتصميها بمجلسها بجيشها بشرطتها بوزرائها هم كلهم شعب مصر و كلهم كيان واحد لا يمكننا تجزئته ..
و ليس لاى شخص الحق فى التحدث باسم المصريين جميعا الا لو فوضه الجميع فى استفتاء عام ...



الأزمة التى نواجهها الان فى مصر هى ازمة ثقة بين كل هذه الطوائف و بعضها ... 
كل طائفة منهم تظن انها صاحبة الفضل على مصر و المصريين و ان كلمتهم و تفكيرهم هو الأصلح للبلاد و هو ما يجب ان يأخذ به و كل منهم يتهم من يخالفه الرأى و لو حتى فى قرارة نفسه بأن له أغراض شخصية تدفعه للتمسك برأيه و هذه هى المشكلة ..

نحن لا نسمع الرأى الأخر لاننا غير مقتنعين أساسا انه يفكر فى مصلحة البلاد و لاننا قررنا حتى قبل ان نناقشهم انهم اصحاب مصلحة او اصحاب اجندات خاصة ..


لماذا ابتعد المجلس العسكرى كثيرا عن المصريين و اصبحنا لا نراه الا من خلال صفحة الفيس بوك فى بيانات و تصريحات لو كانت خرجت لنا على الأقل منهم مباشرة على شاشات التلفيزيون ربما كان أفضل لان من يستخدم الفيس بوك لن يكون باى حال من الاحوال اكثر من 10% من المصريين ..
عندما فوضنا المجلس العسكرى كنا نشعر انه قريبا منا و كنا نراهم بصورة شبه يومية حتى فى برامج التوك شو و لكن الأن لا نعرف عنهم شىء تقريبا ...


لماذا نشعر جميعا بأن هناك عدم انسجام بين المجلس العسكرى و رئاسة الوزراء ؟؟ لان رئيس الوزراء كونه منتخب من التحرير فهو يمثل القوة الثورية و هى بالنسبة للمجلس العسكرى بعض شباب الفيس بوك و الذين قاموا بدور محدد هو المظاهرات ولا يمكن ان يتدخلوا اكثر من هذا فى شؤون البلاد لانهم "شوية عيال" مش هناخد بكلامهم ... ربما!!!

و لكن ما يغيب عن الجميع ان من قام بالثورة هو الشعب المصرى نفسه بجميع طوائفه السالف ذكرها و كانوا يحلمون وقتها بتغيير حقيقى فى البلاد ... تغيير يكفل حقهم فى حياة كريمة و حرية و عدالة اجتماعية لم يتحقق منها اى شىء حتى الأن ربما لاختلاف هذه الطوائف مع بعضها و ربما لاختلاف الأراء بين كل هذه القوى ..


شبابنا الجسور لقد قدمتم لمصر واجبكم الوطنى الذى كانت تنتظره مصر منكم منذ 30 عاما فلكم جزيل الشكر و هذا يعطيكم حق المطالبة بمطالب الثورة فقط اما المطالب التى تحدد مصير البلاد فيجب ان تكون باستفتاء عام يشترك فيه كل طوائف الشعب بشفافية ..

مجلسنا الموقر لقد أديت واجبك على أكمل وجه و حميت ثورة الشعب المصرى و قد اختارك الشعب لتدير شؤونه فرحا بك و كله أمل فيك و للأسف حتى الآن لم يحدث اى تغيير فنتمنى منك ان تعمل فقط من أجل مصر و اعلاء شؤونها ..

رئيس وزرائنا المبجل لقد كان يتوقع منك الشعب المصرى الكثير و لكننا للأسف لم نرى سوى نيتك الصافية الطيبة دون اى افعال او قرارات و النية الطيبة وحدها لا تكفى ..


يجب أن نعمل جميعا لمصلحة مصر فقط فهذا هو المكسب الحقيقى ...
العار كل العار ان يكون انتمائك لشخص او جماعة اكبر من انتمائك لوطنك فهذه هى الخسارة و الحسرة الحقيقية ..
من ينتمى لحزب معين او جماعة معينة يجب ان يكون انتماؤه لها لخدمة وطنه من خلالها و ليس لخدمة مصالحها على حساب الوطن ..


وجهة نظرى الشخصية ان ما يحدث من تصعيد يوقف مصالح الناس هو ضد مصلحتنا جميعا و ضد مصلحة مصر و ان العند لن يولد الا الكفر ..
و اننا يجب ان نستمع لبعضنا البعض و يجب ان يقترب المجلس العسكرى الى الشارع المصرى اكثر من ذلك لاننا اخترناه ليمثلنا لا لان يبتعد عنا ..

اثبتت الثورات العربية ان استعمال القوة بشتى طرقها قد اثبت فشلها الذريع فحتى القذافى الذى استخدم المدافع و الطائرات لفرض سيطرته لم يجنى منها سوى الاختباء تحت الارض مثل الفئران ..
و هذه الكلمة خصيصا اقولها لمن يعارضون المعتصمين و يخالفونهم الرأى فيطالبون القوات المسلحة باستخدام القوة ضدهم لفض الاعتصام فهم بذلك يدعون الى حرب اهلية دون ان يشعرون و اذا استجابة القوات المسلحة لذلك فهذا يعنى اننا نسير فى طريق ما حدث لليبيا و العياذ بالله...

لن يحل ازمة مصر الأن سوى الجلوس على طاولة واحدة جميعا المجلس العسكرى و رئاسة الوزراء و الثوار و كل القوى الأخرى و النقاش حول مصلحة مصر فقط بكل شفافية ووضوح دون الدفاع عن اى اجندات خاصة او حتى دينية هذا هو الحل الوحيد و الا ... 
لكى الله يا مصر


توقيع : صعيدى من مصر