WNR

WNR
World News Reader

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

هل اعود الى المنزل ؟!!

 بقلم : محمود عبد الحفيظ

 محمد و احمد أخين توأم اتولدوا مع بعض و عاشوا حياتهم كلها سوا ... 

وبرغم الارتباط الكبير اللى كان بينهم لكونهم توأم و برغم انهم بيحبوا بعض جدا و مبيقدروش يستغنوا عن بعض الا ان كان لكل واحد فيهم هوايات مختلفة عن التانى و كان كل واحد ليه شخصية و طريقة تفكير مختلفة تماما عن التانى .. و كانوا دايما بينتقدوا تصرفات بعض.






محمد و احمد اتخرجوا من الثانوية ... محمد كان غاوى هندسة و فعلا جاب مجموع كويس و دخل كلية هندسة التى كانت حلم حياته ..
أما احمد فدخل كلية شرطة و ساعده فى ذلك صديق والده العزيز اللواء عادل الذى كان مثل احمد الاعلى فى كل شىء ..


محمد اتخرج من كلية الهندسة و كان بيحلم انه يشتغل بوظيفة كويسة تحقق احلامه و يستطيع ان يتزوج زميلته التى احبها ... و لكنه للأسف اصطدم بصخور الواقع و لم يجد وظيفة تتناسب مع مؤهله العالى و شهادته المرموقة .

لم يستسلم محمد و عمل فى مقهى انترنت و كانت احلامه و طموحاته تتهاوى و سخطه على اوضاع البلد يزداد يوما بعد يوم خاصة  عندما علم ان زميله خالد و الذى لم يكن يفقه شىء و كان ينجح فى الكلية بواسطة الاموال التى كان يدفعها والده المليونير عضو مجلس الشعب البارز قد حصل على عمل فى شركة بترول كبيرة بمرتب ضخم.


جاءت ثورة يناير و كان محمد من اوائل من خرجوا فيها لانه كان يتابع صفحات الفيس بوك فى مقهى الانترنت و كان يعرف مواعيد المظاهرات و اماكن تحركها ..
خرج محمد و كان من المعتصمين فى الميدان طوال ايام الثورة و كان على خلاف شديد هذه الايام مع اخاه احمد و الذى كان يصف كل من بالميدان بانهم خونة و عملاء يستخدمهم الغرب لخراب مصر و كان محمد يؤكد له ان كل من بالميدان وطنيين و انه لن يشعر بهم الا عندما ينزل و يراهم..

ازداد عناد احمد و سخط اكثر على محمد و كان يصفه دائما بالساذج و ازداد غضب محمد ايضا واحس ان احمد لم يعد كما كان و انه اصبح متكبرا و لا يرى الا نفسه منذ ان اصبح ضابط شرطة ..


ثم جائت اعتداءات السبت 19 نوفمبر و نزل محمد الى الميدان مسرعا و شارك مع المتظاهرين و كانت قنابل الغاز تنتشر فى كل مكان و كان المصابين يسقطون بكثرة فى كل انحاء شارع محمد محمود و كان محمد يحاول المساعدة فى انقاذ المصابين و نقلهم الى المستشفى الميدانى ..

و فى لحظة من اللحظات كان محمد ينحنى ليلتقط مصابا من الارض و فجأة نظر امامه ناحية الامن المركزى فاذا باخاه يقف يصوب سلاحه الخرطوش باتجاه المتظاهرين .. فى تلك اللحظة انطلق الخرطوش من سلاح احمد باتجاه عين محمد و فى تلك اللحظة ايضا شاهد احمد اخاه و هو يصاب بالخرطوش فى عينه ... 

مرت تلك اللحظة على الاخين كالدهر .. و لم يستطع احمد ايقاف الخرطوش فقد انطلق بالفعل و تمنى لو ان يعود الزمن الى الخلف ليتدارك ما فعله و ربما ليستطيع حتى تغيير وظيفته ... 
اما بالنسبة لمحمد فكان الم المشهد يغطى على ألم عينه التى اصيبت ... 
القى احمد بسلاحه و جرى باتجاه محمد و اعترضه المتظاهرين ظنا منهم انه ينوى فعل شىء و جاء الشباب بسرعة و سحبوا محمد من الارض ليذهبوا به الى المستشفى الميدانى ..

جرى احمد كالمجنون يبحث عن اخاه و لم يستطع العثور عليه و فى النهاية لم يدرى ماذا يفعل .. هذه هى المرة الاولى التى يشعر فيها انه اخطأ .. كان يظن انه يؤدى واجبه الوطنى ..

هل يعود الى المنزل ليحكى لوالدته ووالده كيف اصاب اخاه التوأم؟؟ هل يعود ليرى احمد و قد فقد عينه و اصيب بعاهة سترافقه طوال حياته بسببه؟؟


لم يعد احمد الى البيت حتى الان و كذلك محمد فقد كان يخشى من نفس الشىء .. هل يذهب الى والدته ووالده ليحكى لهم كيف افقده اخاه نور عينه؟؟


ربما كانت الشخصيات فى القصة من وحى خيالى و لكن القصة للاسف بصورة او باخرى واقعية للغاية ...
سامحينى يا مصر .. سامحينى يا امى



الجمعة، 25 نوفمبر 2011

ما يطلبه التحريريون؟!!





 بقلم : محمود عبد الحفيظ


اصبح معظمنا فى حيرة و كلنا نتسائل من معه الحق؟ و مع من يجب أن نتفق؟

 


الاجابة على هذا السؤال تختلف من شخص الى اخر بناءا على حزبه الذى ينتمى اليه!! بالطبع فجميعنا ننتمى الى احزاب حتى و لو لم نملأ استمارات عضوية او ندفع اشتراك و لكننا على الاقل ننتمى فكريا الى حزب معين و حتى ان لم يكن حزب رسمى فمجرد اتفاقك فى التفكير مع اخرين فانتم تشكلون حزبا فكريا معينا...

ببساطة شديدة اذا كنت تجلس فى منزلك تسب فى هذا و تشتم فى ذاك و تتهم فلانه بانها عاهرة و تتهم فلان بانه عميل و تقسم انه يتقاضى اموالا من الخارج و انت لم تقابله و لم تره مرة واحدة فانت من اتباع حزب الكنبة الشهير ... 
اذا كنت تهتم بمصر فساهم باى شىء ليس من المهم ان تنزل الى الميادين و ان تتظاهر و لكن افعل ما تستطيع فعله و لو من مكانك ... لا تجلس فقط ساخطا تسب فى هذا و تتهم ذاك اما ان تساهم بشىء لصالح مصر و اما ان تصمت هو خير لك وللجميع..


فى ظل ما تمر به بلادنا استطيع ان اقول ان الخائن ليس هو من يتقاضى اموالا من جهات اجنبية فقط و لكن الخائن هو من يغلب مصلحته على مصلحة مصر و ابنائها .. الخائن هو من يصمت عن الحق لخوفه ... الخائن هو من يخالف ضميره و يكتب اكاذيب و ينشرها بين الناس حتى و ان كان يقصد بها خيرا .. الخائن هو من يخلق الفتن بين ابناء مصر فيتقاتلون من اجل اكاذيبه..


أقول كلامى هذا اليوم بعد ان شاهدت الفيديو الخطير على الانترنت للظابط الذى كان يطلق الخرطوش على اعين الشباب و هنأه اعوانه عندما اصاب احدهم!!

ما الذى جعل هؤلاء يفرحون كل هذه الفرحة لانهم اصابوا شاب مصرى بالعمى؟؟ ما الذى جعل هذا الغل فى قلوبهم؟؟ 
هذا الغل ادى الى مقتل 41 شخص و اصابة 1000 حتى الان منهم من سيعيش باقى عمره بعاهة لن تفارقه مدى حياته؟؟!


هل كل ذلك من اجل اختلاف فى وجهات نظر سياسية؟؟ لا اعتقد !!
كل هذا حدث فقط من اجل لغة التخوين التى استخدمها الجميع بدءا من المجلس العسكرى نفسه.. فكل شخص يتعامل مع الاخرين الان على انهم خونة و عملاء .. كل هذا نتيجة اصابع الاتهام التى رفعناها كلنا فى وجوه الاخرين بدون دليل ..

المجلس العسكرى اتهم شباب 6 ابريل من قبل بانهم عملاء و خونة و ارتكب بسبب ذلك مجزرة فى العباسية و لم يقدم على هذا دليلا واحدا  حتى الان!!

الظابط المجرم الذى تحرك ليضرب الشباب فى اعينهم و سط تهليل و مباركة اعوانه فعل ما فعله معتقدا انه يدافع عن وطنه تجاه الاعداء الذين هم للاسف شباب مصرى اعزل..
اهالى العباسية ارتكبوا المجزرة المعروفة تجاه مصريين معتقدين انهم يدافعوا عن بلدهم... و كان ذلك نتيجة لما قاله المجلس العسكرى ..

المظاهرات الان فى التحرير نتيجة اقوال المجلس العسكرى و افعاله التى تنافت تماما مع متطلبات شعب ثائر و وسط كل ما تمر به البلاد  لم يبحث المجلس العسكرى سوى عن مصلحته الشخصية باكتساب صلاحيات تجعله دولة داخل دولة من خلال وثيقة السلمى النكراء..
المجلس العسكرى لم يستخدم اسلحة الشرطة و قنابلها المسيلة للدموع ضد البلطجية فى ظل حكمه و لم يحمى البلاد منهم و لكنه استخدمها ضد الشباب العزل و قتلهم لانهم يطالبون بحقوقهم ..

فى وسط كل هذا اجدنى شخصيا اميل الى ميدان التحرير و يثيرنى جدا سائق الميكروباص الذى ينادى عباسية عباسية ...

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

فى مصر فقط ... مفارقات ثورية!!

فى مصر فقط ... مفارقات ثورية!!


بقلم : محمود عبد الحفيظ


المتأمل و المتابع للحالة السياسية و الأمنية فى مصر الأن يجد العديد من المفارقات الغريبة التى حدثت بعد الثورة و التى تدعو الى الدهشة و تثير الضحك فى نفس الوقت ...






فعلى سبيل المثال لا الحصر تجد بعض المفارقات التالية :


فى مصر فقط تجد أن كل الفصائل تتحدث باسم الغالبية الصامتة .. فتجد أنصار مبارك مثلا يقولون على أنفسهم نحن الغالبية الصامتة و تجد أنصار المجلس العسكرى يتحدثون بصفتهم الغالبية الصامتة و تجد أنصار ميدان التحرير يتحدثون بنفس الثقة وبأن الغالبية الصامتة تؤيدهم و لم يفكر أحد من هذه الفصائل أن الغالبية الصامتة هى صامتة لا تتحدث و بما أنهم يتحدثون و يدلون ببيانات فهم بالتالى ليسوا من الغالبية الصامتة و الأهم من ذلك كله أن الغالبية الصامتة ليست كتلة واحدة برأى متفق عليه و انما هم الشعب ذو الاتجاهات المختلفة الذى يملك أيضا أراء مختلفة فلا يستطيع أحد جمعهم فى كتلة واحد حتى و ان كانت صامتة فصمتها وحده يدل على أنها لا تتبع اى فصيل !!!


فى مصر فقط تجد المنددون للاعتصامات فى التحرير و الرافضين لها بحجة الاستقرار و تحريك عجلة الانتاج يطالبون بوقف التظاهر و الاعتصامات فيلجأون الى التظاهر و الاعتصام فى ميدان روكسى و بالتالى بدلا من أن كان ميدان التحرير هو العقبة المرورية الوحيدة بسبب الاعتصام اصبح روكسى هو عقبة جديدة معتصمة لفض الاعتصام !!! يعنى لو اسمررنا بهذا المنوال يمكن أن نحول ميادين القاهرة كلها الى خيام نعتصم بها للتنديد بالاعتصامات الاخرى !!!
يمكنك أن تشاهد ايضا من يسمون أنفسهم أبناء مبارك يؤيدون الرئيس المخلوع و يرفضون التظاهر و الثورة بحجة الاستقرار لمصر و ينفذون ذلك بالتظاهر و الثورة ضد الثورة و اثارة البلبلة و العنف مما يهدد الاستقرار فى مصر!!!


فى مصر فقط تجد الشعب يثور ضد الظلم و الديكتاتورية التى كان يتبعها مبارك و ضد سياسة التخوين التى كانت تتبعها أمن الدولة لننتقل الى مرحلة أكثر تعقيدا ليصبح الظلم و الديكتاتورية طبع فى كل الفصائل السياسية و سياسة التخوين سلاح فى يد الجميع يلقى به فى وجه الأخر عند الحاجة .. فتحولنا من "ديكتاتور يتحكم فى شعب مصر" الى "شعب ديكتاتور يتحكم فى مصر" !!!


فى مصر فقط تجد النزاع و المنافسة الحارة تقع بين فريقين على هوية الدولة ففريق يدعو الى الدولة المدنية و فريق يدعو الى الدولة الدينية و يتشاجرون و يتنازعون فى حين أن الدولة حتى الأن دولة عسكرية !!


فى مصر فقط يمكنك أن تشاهد مكتب قناة الجزيرة يغلق و يعتقل العاملين به لنشرهم خبر اعتذار المشير عن حضور جلسة المحكمة للشهادة بما يخالف حظر النشر المفروض على الجلسة... فى الوقت الذى تنشر فيه الصفحة الموالية للرئيس المخلوع "أنا أسف يا ريس" شهادة عمر سليمان كاملة فلا يحدث لهم أى شىء!!!



عمار يا مصر


توقيع : صعيدى من مصر



الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

كيف يمكنك ان تصبح رئيسا للجمهورية؟؟!!

كيف يمكنك ان تصبح رئيسا للجمهورية؟؟!!


بقلم : محمود عبد الحفيظ


سؤال بسيط يمكن لاى طفل الاجابة عليه بسهولة جدا "أن أجتهد جدا فى دراستى و أن أتفوق و أن اهتم بالعلوم المختلفة و أن أكون مطلع على السياسة الداخلية و الخارجية للدولة و أن أكتسب حب الناس و احترامهم عندها أرشح نفسى فتكون فرصتى كبية فى الفوز بالمنصب" ..

اجابة نموذجية و مقنعة جدا و لكن خارج نطاق الدول العربية !! أما فى عالمنا العربى فالمقاييس دائما مختلفة كما تعودنا فى كل شىء !!






فالواسطة مثلا التى يحاربها العالم أجمع لانها تقتل الكفاءات نحن فى عالمنا العربى نقدسها و يتعامل بها كل فرد بدءا من رئيس الجمهورية محاولا توريث الحكم لابنه الى أصغر عامل او حتى بائع جرائد فأصبحنا لا نشترى حتى الخبز الا بالواسطة و بالمعرفة ...
أما الرشاوى فنحن العرب كنا أول من غير مفهومها لتصبح "اكرامية" لنغير الشكل القبيح للرشوة الى شكل فيه تعطف و احسان فنحن نعطى الاكرامية نظير تكرم الموظف المسؤول علينا بوقته و اجراء حاجتنا عنده فجاءت الاكرامية من التكرم حتى أصبحت فرض عين على الجميع !!


نعود الى موضوعنا الرئيسى و هو كيف اذن يمكنك أن تصبح رئيس جمهورية فى عالمنا العربى؟؟!!


لننس الاجابة السابقة تماما فليست كل الاجابات ملائمة لكل الأماكن و لنفكر فى اجابة واقعية نستمدها من تاريخنا العظيم...

لتصبح رئيس جمهورية يوجد لديك طريقين ..


طريق سهل و هو أن تولد لتجد أبوك رئيسا أصلا فيجهز لك كل شىء لترث وظيفته و ثروته و تصبح رئيسا بالفطرة و هذه الطريقة قد تنجح كما رأينا مع بشار الأسد فى سوريا و قد تودى بك الى غياهب السجون كما رأينا مع الأخ جمال مبارك...


الطريقة الثانية و هى الأصعب .. اذ يتوجب عليك أن تجتهد بنفسك دون مساعدة "بابا و ماما" .. 
و هى أن تلتحق أولا بالمؤسسة العسكرية و تتخرج من احدى الكليات الحربية .. 
"أيوة مستغرب ليه احنا عندنا كده انت عاوز تبقى فاشل مثلا و تجيب 99% فى الثانوية و تدخل كلية طب و عاوز تخرج تحكم البلد؟؟!!"


بعد ما تتخرج يا سيدى الفاضل من كليتك العسكرية و التى لا نشترط ان تكون متفوقا فيها لانك ستخرج لتجد نفسك على نفس الرتبة مثلك مثل الأول على الدفعة فلماذا تتعب و تجتهد 
"اهه فى الأخر هتتعين برتبة نقيب زيك زيه" ..

 بعد التعيين يا سيدى الفاضل و قد أصبحت "ضابط قد الدنيا" هنا يأتى وقت الاجتهاد الفعلى و هنا سنرى مدى كفائتك فى شق طريقك نحو المنصب المنشود ..


أولا يجب الا تكون ضابط عادى يجب دائما ان تكون مميزا وسط زملائك فيجب عليك أن تكون أكثرهم صرامة حتى اذا فشل أحدهم فى أى مهمة تكون أنت البديل له و عندها سيطلق عليك رجل المهمات الصعبة ليلمع اسمك أكثر و أكثر ..

يجب عليك أن تكون مرضيا لرؤسائك قوى الشخصية بين زملائك ..
يجب أن يشعر الجميع أنك رجل صاحب سلطة فى أى مكان تذهب اليه .. يجب أن يعلم أى شخص يراك أنك ضابط و تمارس سلطتك على الجميع ..


و هكذا تستمر فتجد فى طريقك الترقيات الاستثنائية و المكافأت الدورية نظرا لتفوقك و حنكتك و لا مانع من بعض استغلال للسلطة لجنى بعض الأرباح الاضافية حتى تصل الى حيث تريد .. 

و عندما تصل الى حكم البلاد عندها لا تنسى مؤسستك العسكرية التى أوصلتك الى مبتغاك و التى امتعتك بالسلطة و التسلط طيلة حياتك فتكون خادما لها فترة حكمك كرئيس للدولة 

حتى و ان اصبحت مقدرات الوطن كلها فدائا للمؤسسة العسكرية و لنبدأ عهد الميزانيات المفتوحة و صفقات الأسلحة و الحجة الدائمة هى أن الجيش يجب أن يكون الأولى بالرعاية لأنه هو درع الوطن ...


و هكذا الحال للأسف فى معظم دولنا العربية ... الحكم يذهب اما لابن الرئيس أو لشخص سلطوى تعلمه وظيفته بطبيعتها الديكتاتورية و التسلط فلا يستمع الا لصوته و لا يرى الا نفسه ..
و ينتهى الأمر بأن حكامنا لا يرون فى أرائنا أى صواب و كأنهم هم فقط من يفهمون و كأنهم هم فقط من يعرفون مصلحة البلاد فتتجدد المشاكل و تتكرر الثورات و تتدهور أحوالنا أكثر فأكثر...


كان هذا كله قبل مطلع ربيع الثورات العربية الأخيرة و التى نأمل بأن نرى بعدها تغييرا حقيقيا ..
فهل سنجد تغيير فى سياستنا و هل سنحاول اللحاق بركب التقدم الذى فاتنا منذ مئات الأعوام ...

أم سنعود مرة أخرى الى قديمنا فنسمع عن ثورة جديدة قام بها أحفادنا بعد 50 سنة للاطاحة بالحاكم العسكرى الذى كان يحاول توريث الحكم لابنه ؟؟!!!
هاتفين بكل قوتهم "ارحل يعنى جو .. بتفهم ولا نو؟"


توقيع : صعيدى من مصر







الاثنين، 5 سبتمبر 2011

الدليل 30 عاما

 محمود عبد الحفيظ

خبر برغم انه غريب جدا الا انه اصبح عادى جدا ان نسمعه عند كل جلسة لمحاكمة الرئيس المخلوع ... اصابة العشرات فى اشتبكات بين مؤيدى المخلوع و معارضيه !!! 




قبل ثورة يناير و خاصة فى السنوات الأخيرة لم اشاهد أى شخص طبيعى كان يؤيد الرئيس المخلوع بل كان الجميع ساخط على الأوضاع التى آلت اليها البلاد و ناقم على أداء مبارك و حكومته و كان الجميع يشهد للحكومة "بالبجاحة الشديدة" فى سرقة أموال الشعب عينى عينك ... 
كنت استنبط هذا من أحاديث الناس فى الشارع او على الانترنت ...

باستثناء بعض من كانوا ينتمون الى الحزب الوطنى و ليس جميعهم و الذين كانوا دائما يحاولون تبشير الناس بالخير الذى ينتظر البلاد فى حال تولى جمال مبارك زمام الأمور و وقتها لم يكن عندهم أى حرج فى ان يقولوا انهم منتمون للحزب الوطنى بل كانوا يتفاخرون بذلك ...


بعد الثورة و بعد فتح ملفات فساد لا حصر لها و جرائم كان قد قام بها نظام مبارك كان من الطبيعى ان يزداد كره الناس له و لكن أن يظهر له مؤيدين بهذا الحماس لم يكن أحد يتوقع ذلك !!!

أتفهم شعور جزء كبير من الناس تجاه مبارك لحظة اعلان تخليه عن السلطة و أن الكثيرين قد شعروا تجاهه بالشفقة برغم كل معاناتهم بسببه و هذه هى طبيعة الشعب المصرى أن يتسامح مع خصمه وقت الشدة ..
أما أن يتحولوا من معارضين كانوا ساخطين عليه متمنين رحيله عن البلاد الى مؤيدين لمجرد احساس بالشفقة فلا اصدق هذا !!..


أنا بالطبع لا أعترض على وجود مؤيدين لمبارك المخلوع و هذا حقهم الكامل فى التعايش بحرية و حقهم فى أن يكون لهم رأى مخالف و لكن أعترض على كل هذه الاشتبكات التى تحدث و التى أصبحت واقع مرير نعيشه و التى للأسف تسىء لسمعة مصر كلها ...
لماذا كل هذا العنف؟؟ و من هو المستفيد منه؟؟


اذا كنت فعلا من مؤيدين مبارك الذين لا ينتمون لاى مجموعة من الفلول و انك أصبحت مؤيد فقط لاحساسك بالشفقة تجاهه و انك رقيق المشاعر هكذا لماذا لا تتفهم اذا شعور سيدة فقدت ابنها لا لشىء الا انه خرج ليعبر عن رأيه و عن ضيق معيشته و بؤس حياته؟ 
لماذا لا تتفهم شعور اسرة فقدت الأب و العائل الوحيد الذى خرج من مصر باحثا عن فرصة عمل متحملا الاهانة فى الخارج على حساب كرامته حتى يوفر لزوجته و ابنائه مالا يستطيع أن يوفره لهم فى مصر تحت ظل نظام مبارك فلم يعد و مات غرقا فى عبارة غرقت ايضا بسبب الفساد و بسبب ان صاحبها هو صديق لجمال مبارك فلم يراعى فى المصريين اى ذمة او ضمير و فى النهاية حكم له بالبراءة !!


اذا كانت مشاعرك يا اخى المواطن المؤيد لمبارك بهذه النعومة و الرقة فلماذا لم تتفهم شعور ناس فقدوا ذويهم دفنا تحت حجارة القطامية .. لماذا لم تتفهم شعور أهالى فقدوا اقرب الناس اليهم حرقا فى قطار متهالك ؟!

لماذا لم تنظر الى حال الملايين ممن يسكنون القبور و العشش و يشربون مياه الصرف الصحى فى الوقت التى تذهب المياه النقية لتروى ملاعب الجولف لمبارك و عصابته؟؟!


اذا كنت أخى العاطفى ذو قلب رقيق لماذا لم تهتم بحال 80 مليون شخص عانوا أشد المعاناة و تفهمت فقط شعور مبارك لحظة أن انتقم منه الله من أجل كل هؤلاء...

لماذا شعرت بالأسى تجاه مبارك لعرضه أمام القضاء و لم تشعر بالأسى تجاه الشباب الذين اعتقلتهم و عذبتهم و قتلتهم أمن الدولة بدون أى ذنب ؟؟!!

أتعلم لماذا لم تتفهم كل ذلك؟ لأنك انت ايضا ضحية نظام مبارك الفاسد فلقد تعودت طيلة عمرك ان تعيش باهانة و بلا كرامة مضحيا بكل حقوقك فى الحياة من اجل ان يحيا نظام فاسد و من أجل ان يعيش مبارك و عصابته فى قصور لا حصر لها فعندما انقلبت الأية ووجدت مبارك و عصابته فى ضيق و أنت تشتم هواء الحرية لم تستطع تقبل الأمر لانك و للأسف قد أدمنت الاهانة .. 

نعم أخى للأسف أنت مدمن للاهانة تماما كمدمن الهيروين هو متأكد و متيقن تماما من ان هذا الهيروين سيهلكه و لكنه أدمنه فلا يستطيع التخلى عنه !!!


كتبت رسالتى هذه الى من تسمون أنفسكم أبناء مبارك ان لم تكونوا حقا منتفعين ... 
اذا كنتم تبحثون عن أب فعلا فنصيحتى لكم أن تبحثوا عن أب يقدر أبنائه و مشاعرهم .. ابحثوا عن اب يعرف المعنى الحقيقى لأن يكون مسؤولا عن اسرة .. ابحثوا عن أب تجدونه معكم فى محنتكم .. ابحثوا عن أب يعرف ابنائه و يسعى من أجل تحقيق أحلامهم ..
و أعتقد ان مبارك كان أبعد ما يكون عن أى من هذه الصفات و الدليل ... 30 عاما !!!!


توقيع : صعيد من مصر

السبت، 3 سبتمبر 2011

الفنان عمرو مصطفى و فك رموز حجر بيبسى

الفنان عمرو مصطفى و فك رموز حجر بيبسى

بقلم : محمود عبد الحفيظ

 شاهدت لقاء الملحن عمرو مصطفى التلفيزيونى و هو يتكلم عن المخطط الأمريكى الفظيع الموجه لمصر برعاية شركة بيبسى ...
فلقد لفت انتباهى العبقرى عمرو مصطفى لمصطلحات الاعلانات التى كانت تحمل كلها ألغازا لم يستطع احد فك رموزها الا عقلية معمليه فذة مثل الاخ عمرو مصطفى..



لدرجة اننى فكرت الاتصال به و الاستعانة بخبراته فى حل فوازير رمضان لعلنا نكسب جائزة 0900 ولا حاجة ..



من أهم الالغاز التى استطاع الملحن العبقرى حلها كانت "القوة بين ايديك" و قال انها تحريض واضح للشعب المصرى على الثورة ..
و فسر لنا ايضا ملحننا العبقرى المعنى الخفر وراء اسم حركة "6 ابريل" الذى ترجمه الفنان المبدع الى ان "حرب 6 اكتوبر هى كذبة ابريل" ومن الواضح طبعا ان هذه هى الحقيقة وراء الاسم اما احتجاجات 6 ابريل 2008 ليس لها اى علاقة بالتسمية و هو شىء واضح جدا للعيان ...


من ابراز ما جاء فى اللقاء النارى للأخ الموهوب ايضا انه افاد مصر بألحانه اكثر مما أفادوها زويل و نجيب محفوظ الحائزين على جائزة نوبل و ان امريكا حرمته برغم كل انجازاته من الجوائز لانه لم يفيدها سياسيا ...

بالطبع فأمريكا كانت تنتظر الكثير من ملحننا العبقرى و عندما امتنع عن مساعدتها تدهورت الحالة السياسية الامريكية بشكل كبير و أثرت ايضا على حالتها الاقتصادية و اعتقد ان مشكلة الديون التى تعانى منها أمريكا الأن قد تكون بسبب امتناع الاخ عمرو مصطفى من دعم اهدافها السياسية ...

و لقد لجأوا الى عمرو دياب كبديل و اعطوه جائزة "music award" و لكن من الواضح ان عمرو دياب لم يكن بالمستوى المطلوب و خيب أمالهم ...


و كانت المفاجأة المدوية التى ألقاها الأخ الفنان فى وجهنا اخيرا ان كلمة "يريد" هى كلمة عبرية اصلا فلا يصح ان نقول "الشعب يريد" بل يجب ان نقول "الشعب عايز" و هى الأصح لغويا و كأنه لم يرى كلمة يريد فى القرأن مثلا قبل ذلك ... 
يعنى يجب علينا بعد الأن ان نهتف "الشعب عايز" فنقول مثلا "الشعب عايز يخش الحمام" بدلا من "الشعب يريد اسقاط النظام" مفيش مشكلة ..


و من أهم ما فسره ايضا الفنان من طلاسم اعلانات حجر بيبسى كان "عبر مين قدك" فى الاعلان و هو ايضا تحريض واضح للشعب و كان الأهم من ذلك تحديد موعد الثورة للشعب بقولهم ان بيبسى عمرها 125 اى ان موعد الثورة سيكون 25-1 !!!


أعتقد ان على أمريكا الأن ان تخاف على مخططاتها نظرا لوجود عقلية جبارة مثل عقلية عمرو مصطفى و انصح بيبسى ان تكتب اعلانتها من الان فصاعدا "بالحبر السرى" حتى يصعب على الفنان حلها ...


تحية للأخ الفنان ونظرا لمجهوداته الجبارة اهديه فى النهاية اعلان بيريل "استرجل" او اعلان قوطونيل الجديد ....

عمرو مصطفى " هرتل مين قدك "




توقيع : صعيدى من مصر

الأربعاء، 31 أغسطس 2011

هم ازاى ضحكوا علينا ؟؟!!

هم ازاى ضحكوا علينا ؟؟!!


 بقلم : محمود عبد الحفيظ


 هو احنا ازاى غمينا عنينا ؟ ...هو احنا ازاى اضحك علينا ؟ ... هو احنا ازاى صدقنا الكدبة ؟ ...هو احنا ازاى بلعنا الطعم ؟


شخصنة الثورة هى السبب .. والانفلات و حزب الكنب 


ضاعت مننا القضية و رجعونا الف سنة 






نفذولنا مخطط رهيب فى قتل الثورة و فى الترهيب 


يا فلولنا كفايا سيبونا فى حالنا موتونا و جبتوا أجلنا ..


باختصار يا كرام بعد ما خلصنا الكلام و معادش فاضل لينا وحدة و اتفرقنا و فرق تسد ...


اللى حصل لا ينحكى و لا ينكتب على الورق ... اللى حصل ده كان نزيف لشعب عاش عمره كفيف ... و لما فتح و شاف بعينه من الفرحة جاله  شلل !!!


يا مصر قومى و فوقى و شوفى مين اللى خانك و مين معاكى .. مين اللى قتلك علشان فلوسك و مين اللى مات فدا ترابك ...


يا مصر قومى كفاية خوف ... يامصر قومى تعالى نشوف فيه ايه جرالك و ايه حصل ...


لما نادينا و قولنا ثورة و اتحدنا و قولنانله بره ... خاف النظام و قاوم و موت شباب حر احلامه حرة ..


و لما انتصرنا و فازت الثورة طلعوا الفلول من جرة لبرة  ... نفخوا فى نار الفتنة المرة و قالوا هى مساوىء الثورة ..


شخصنوا ثورة شعب فى نخبة ... سوأوا سمعتهم بكلام 
... ايشى ليبرالية على ماسونية و علمانية و اسلامية ... و فرقوا بين الناس بالفتنة ..


و قفوا و ضحكوا و قالوا دول خونة و عاوزين مصر يخربوا فيها ...


نسونا الناس اللى اندفعت ... و حياة الشهدا اللى ادفعت ... و الميادين المليونية

علشان نبقى احنا اللى ضحية ...  قالوا على الثورة ثورة خونة .. و معمولة بفلوس حرامية


لا يا فلولنا متحكولناش ... الثورة مراحتش بلاش 


الثورة مش واحد خاين ... او تمويل جاى لمجموعة


الثورة كانت ملايين ... خرجوا يطالبوا بحقوق مشروعة


الثورة كانت عواجيز ... و شباب واعى دماغهم صاحية


الثورة كانت ستات ... و اطفال شموا هوا الحرية 


الثورة كانت ثورة شعب ... ملهاش قائد ولا ليها نخبة


النخبة طلعت بعد الثورة ... و ارائهم محسوبة عليهم


كفيانا تشويه و مغالطة ... و كفاية تزييف فى حقايق


اشمعنا محاسبتوش مبارك ... على رجالته الحرامية


يوسف غالى و حسين سالم ... و المليارات المخفية


قولتولنا انه كان مغيب ... و ميعرفش حاجة عن الشعب


فضيحتنا كانت بجلاجل ... و نافسنا على الفقر بقلب


امريكا فرضت معونتها و اوروبا ساعدت فى خيبتنا وشبابنا ماتوا بحصرتهم و سيرتنا على كل لسان


و لما جه يومك يا ظالم قتلت شهدا من غير ذنب


و كملهلنا حبيبك العادلى ... وعاقبنا بانفلات الأمن

و جم فلولك يرتبولك مليون قصة انك عيان 


و انك قلبك مش مستحمل و انك طيب اوى و غلبان


فوقوا يا عالم فوقوا يا هوووه


الثورة كانت بتطهر الحرامية و الهليبة


صدقوا عينكوا و سدوا ودانكوا شوفوا مين عايش بالملايين


شوفوا مين فينا اللى معاكوا و مين فينا المضللين


شوفوا مين فينا المتمول و مين عايش وسط الجاعنين


بص لنفسك انت و هو و اعرف حقك فين مع مين


بص لمصر و فتح عينك و ارفع راسك غصبن عنهم


اوعى تتطاطى و اياك تسكت على ظلم شوفته بعنيك


ارفع صوتك قول و انا جنبك ... و انصر مصر الله يخليك


توقيع صعيدى من مصر

الجمعة، 26 أغسطس 2011

سفارة بلا عنوان

 بقلم : محمود عبد الحفيظ

ماذا يعنى أن لاسرائيل سفارة فى الدول العربية؟
معناها ببساطة ان العرب يعترفون بأن الكيان الصهيونى دولة و يرفعون اعلامها و يحمون سفاراتها بل و يعترفون رسميا بحقهم فى الاستيطان الذي يمارسونه فى ارض فلسطين الحبيبة و يوافقون عليه و بدلا من أن يحرروا القدس هم بذلك يساعدون الصهاينة فى مخططهم اللئيم للتوسع الصهيونى و لهدم المسجد الاقصى !!!



بالطبع فاذا كنت تعتبر أن اسرائيل عدو لك و تعرف جيدا و تعترف بانها قوة صهيونية احتلالية استباحت دم العرب و نهبتهم وطنهم و استوطنت كالسرطان فى اراضيهم فكيف تعترف بهم كدولة و تنشىء لهم سفارة على ارضك الا ان كنت تعينهم على فسقهم هذا ؟!!


سنقول ان هذا كان يحدث قبل ثورات الربيع العربى و قبل ان تنتفض الشعوب و تفيق و تطيح بحكامها الطغاة الذين عملوا تحت اقدام اسرائيل و امريكا من اجل مجد زائف و سلطة زالت بسهولة لم يتوقعها أحد لأن أوهن البيوت بيت العنكبوت .. و لان ملكهم قد بنى على باطل فقد زال بسهولة و اذا كان اساسه متين لما تأثر بالعاصفة عندما هبت ...

كذلك هى اسرائيل قد بنيت على باطل فلا تستبعد دمارها و سقوطها فهو عند الله هين و سهل و لكن يجب أن نتحرك نحن أولا حتى ينصرنا الله و يجب أن نحافظ على الارادة التى اطاحت بطغاة العرب ...


تذكروا معى حرب اسرائيل مع حزب الله و كيف خسرت اسرائيل و لم تستطع رد فئة صغيرة رفعت اسم الله و جعلته شعارها فاعزهم و نصرهم و حتى ان كنا لا نتفق معهم فى مذهبهم فهم فى النهاية مسلمون موحدون و هم أقرب الينا من اليهود ... 

و اعتقد ان الصراع الخفى بين السنة و الشيعة هو من فعل الصهاينة لعنهم الله فهم يشعلون الفتنة بين السنة و الشيعة و بين المسلمين و الاقباط و بين كل الفئات العربية خشية ان يتحدوا فيقوموا ووقتها ستكون نهاية بنى صهيون للابد ان شاء الله ... 


لماذا لا نستغل الربيع العربى و الثورات التى اطاحت بطغاة العرب لنتحد و لنكن قوة واحدة .. لماذا لا نبدا حتى بالاقتصاد و التجارة و الاسواق العربية المشتركة و العملة العربية الموحدة ؟؟

لماذا لا نجعلها أمة واحدة من جديد حتى ينصرنا الله بوحدتنا و تذكروا ان صلاح الدين لم يحرر القدس الا بعد ان وحد العرب  و جمعهم تحت لواء واحد و راية واحدة بكل طوائفهم سواء سنة او شيعة او اقباط تجمعوا كلهم و وقتها كتب الله النصر للعرب و استطاعوا تحرير القدس ووقفوا ضد جيوش الصليبيين التى توافدت من كل دول اوروبا و انتصروا عليهم و ردوهم الى ديارهم خائبين ...


هل تظن أن الامر مستحيل و أن ايام صلاح الدين كانت الاوضاع اسهل من الان؟؟ 
اقول لك ابدا فوقتها ايضا كان الاوروبيين متفوقين عسكريا و كانوا يمتلكون معدات حربية لا يمتلكها العرب و تذكر ايضا ان الحرب وقتها كانت فى الجبال وسط الحر الشديد و مع ذلك ظل صلاح الدين و جيشه كالاسود حتى استطاعوا رد العدوان فقط بوحدتهم و عندما تفرقنا من بعده انهزمنا مرة اخرى ...


أعلم جيدا ان هذا الكلام قد سمعناه مئات المرات و لكنى الأن و بعد سقوط طاغية ليبيا و ان شاء الله تقترب ايضا نهاية طاغية سوريا و اليمن اصبح الامل أكبر و عاد الحماس ليملأنى مرة أخرى و انا أكتب مقالى هذا و كلى تفاؤل بأن الشعوب التى كانت تقرأ المقالات بالأمس بدون اهتمام و لا مبالاة ملقين اللوم على حكامهم قد تغيروا و يقرأون اليوم باهتمام و حماس موقنين ان التغيير سيأتى منهم و اننا قريبا ان شاء الله سنسقط اعلام الكيان الصهيونى من على سفاراتهم و سترفرف اعلام فلسطين الحبيبة و سنحتفل فى كل الشوارع العربية بالتحرير و بجلاء الظلم و الطغيان ...


اللهم احينا لنرى هذه اللحظة اللهم اجعلها قريبة و كمانزعت ملك الطغاة بكلمة "كن" فانزع ملك الصهاينة بفعل "يكون" ...


و حتى ان نشهد هذه اللحظة يجب علينا جميعا كشعوب عدم الاعتراف بالكيان الصهيونى و الاعتراف فقط بفلسطين و لننشىء لها سفارة فى قلوبنا نحميها و نرفع اعلامها و نفديها بدمانا و أرواحنا حتى و ان كانت سفارة فلسطين  ... سفارة بلا عنوان ...



توقيع : صعيدى من مصر

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

ماذا يحدث لعملاء مصر للطيران فرع طلعت حرب؟؟!!

بقلم : محمود عبد الحفيظ

ماذا يحدث لعملاء مصر للطيران فرع طلعت حرب؟؟!!


بعد اجازتى السنوية التى ابتعدت فيها عن عملى و انقطعت حتى عن الكتابة فى المدونة ...
و فى اخر أيام اجازتى التى قضيتها فى القاهرة كنت أريد تعديل موعد سفرى عبر خطوط مصر للطيران فتأهبت للذهاب الى فرع الشركة فى شارع طلعت حرب و الذى يبعد امتار قليلة عن ميدان التحرير  ... 
 

عند وصولى للشركة وجدت شخص يقف على باب الشركة ...



قاللى : أيوة يا استاذ انت عاوز تحجز أو تغير حجز .. 
قلت : ايوة
قاللى : من المكتب التانى مش من هنا ...
قلت : فين المكتب التانى ده؟

شاورلى عليه و قاللى المدخل اللى على اليمين ده ...
رحت مكان ما قاللى و لقيت مدخل عليه يافطة مصر للطيران ... كان المكان عبارة عن شقة فى الدور الارضى معمولة مكتب ..
دخلت لقيت ناس كتير قاعدين جنب بعض بيشتغلوا و كان فيه ناس كتير برضو بيحجزوا ...


رحت لواحدة من اللى بيشتغلوا قلتلها لو سمحتى عاوزاغير الحجز بتاعى عاوز اسافر بكرة ..

اخدت التذكرة و قعدت تشتغل على الكمبيوتر و قالتلى فيه بكرة الساعة 2 الظهر قلتلها ماشى ..
قالتلى رسوم التغيير 300 جنيه ادفع عند الاستاذ ..
رحت دفعتله الفلوس قاللى خلاص .. قلتله مفيش وصل قاللى لا روح استلم التذكرة على طول ..

طبعتلى البنت التذكرة و كتبتلى عليها التعليمات و انى لازم اكون فى المطار قبل الميعاد بفترة و الى اخره ..
قلتلها طيب تذكرتى القديمة قالتلى لا دى هنحتفظ بيها ...

اخدت منها التذكرة اللى طبعتهالى و محطوطة فى ظرف مصر للطيران و لما خرجت شكيت فى الموضوع فرحت مكتب مصر للطيران اللى الراجل كان واقف قدامه و هو المكتب الرئيسى بتاعهم و لقيت الراجل واقف هناك على الباب برضو بس مش لوحده كان فيه 2 تانى و كلهم بيشاوروا لاى حد يجى على المكتب التانى .. المهم دخلت المكتب و سألت واحد هو انتوا ليكم فرع تانى هناك ؟؟ قاللى لا


قلتله طيب انا الراجل اللى على الباب وقفنى وودانى المكتب اللى هناك رد علية و قاللى و انت بتسمع كلامه ليه؟؟

قلتله طيب انا عاوز اتأكد من الحجز ده .. قعدت قدام موظفة و شافت التذكرة قالتلى لا انت ميعادك زى ما هو متغيرش لبكرة ولا حاجة و قالتلى اصلا معندناش حجز بكرة مفيش غير انهارده ... المهم غيرت الحجز و اتكلف 180 جنيه بس ..

  قلتلهم فى مصر للطيران انتوا ازاى سايبين الناس دول كده بياخدوا كل اللى يجيلكم حتى السياح الاجانب قالولى والله احنا بلغنا الجيش و الشرطة و مفيش فايدة ...


المهم خرجت و رجعت للمكتب بتاع النصابين تانى و مسكت الموبايل على ودنى كأنى بتكلم و دخلت على الولد اللى بيستلم الفلوس هناك قلتله انا معايا لواء شرطة على التليفون انا عاوز فلوسى يا حرامية ...

وقتها كان فيه ناس كتير فى المكتب بيحجزوا حوالى 20 واحد  تقريبا و كان منهم 3 اجانب اوربيين كانت البنت بتكلمهم انجليزى ..

المهم هم على طول حاولوا يهدوا الموقف معايا علشان محدش ياخد باله بس انا كنت بحاول أعلى صوتى علشان الناس اللى بيحجزوا ياخدوا بالهم ..

قالولى طيب هنديك حضرتك فلوسك بس اتفضل ادخل جوة و كانوا بيفتحولى اوضة ادخلها انا مرضيتش ادخل لانى معرفش فيه ايه جوة قلتلهم انا هاخد فلوسى هنا ...

المهم على طول علشان الناس مياخدوش بالهم قالولى دفعت كام قلتلهم 300 جنيه .. 
راحوا دفعوهملى و اتلم علية حوالى 5 او 6 تقريبا بلطجية خرجونى برة و خطفوا منى التذكرة اللى كانوا طابعينهالى و قالولى خلاص اخدت فلوسك امشى ....


انا خرجت بس كنت مضايق جدا على الناس اللى بتحجز عندهم و خصوصا ان فيه اجانب و بعدين دول بينصبوا باسم مصر للطيران يعنى سمعه زى الزفت لمصر ...

و بعدين انا كنت بغير حجز بس ب300 جنيه تخيل اللى بيحجزوا تذاكر دولية 4000 او 5000 جنيه يعنى مبالغ كبيرة جدا و مفيش حجز اصلا بيدهولهم دول بيطبعوا ورق بس..

المهم رحت على الأمن المركزى اللى عند الميدان و شفت هناك ظابط قلتله قاللى احنا هنا لتأمين الميدان بس

مشيت لقيت اتنين ضباط شرطة فى شارع تانى قلتلهم قالولى روح شرطة السياحة بلغ عنهم و بعدين احمد ربنا انك اخدت فلوسك ...



المشكلة فعلا انى مكانش عندى وقت لانى كنت غيرت حجزى و مسافر فى نفس اليوم فمقدرتش اروح ابلغ قابلت واحد من الشرطة تانى قريب من مكان المكتب ده قلتله قاللى فيه ناس كتير بلغوا عنهم و مفيش فايدة !! و احمد ربنا انك اخدت فلوسك ...

سؤالى الوحيد دلوقتى هل تأمين ميدان التحرير بألاف عساكر الأمن المركزى اهم من تأمين عملاء مصر للطيران اللى اغلبهم سياح اجانب و يسيبوهم يتنصب عليهم عينى عينك كده دون اى تدخل من الشرطة ؟؟


كل ما كتبت حقيقة و انا شاهد عليها و أتحمل مسؤوليتها ولا اعلم ان كان لموظفى مصر للطيران يد فى مساندة هؤلاء أم لا .... هل هذه هى مصر التى كنا نتمنى ان نراها بعد الثورة؟؟ 

كلامى هذا اعتبره بلاغ للنائب العام من فضلكم اغيثونا .. هو ده الفساد اللى بنتمنى فعلا اننا نغيره وهو ده دور الشرطة الحقيقى اللى عاوزين نشوفه و هم دول اللى نفسنا نشوف الأمن المركزى بيتعامل معاهم بجد ....


توقيع : محمود عبد الحفيظ
صعيدى من مصر

الأربعاء، 27 يوليو 2011

الدموى-قراطية

الدموى-قراطية


بقلم : محمود عبد الحفيظ


فعلا العنوان صحيح كما قرأته "الدموى-قراطية" و هى للأسف ليست غلطة مطبعية او استبدال غير مقصود للحروف ولكنها واقع مرير نعيشه الان فى مصر ...



لقد قمنا بثورة لاسقاط نظام ديكتاتورى فاسد و دعينا جميعا للديموقراطية و بعد سقوط النظام لم ننتظر كثيرا لنبدأ معارك الركوب على السلطة و حولنا حلمنا بالديموقراطية الى واقع مرير من الدموى-قراطية حيث اصبحت دماء المصريين تسيل بكل سهولة فى الشارع على ايدى اخوانهم المصريين للاسف ...

و أصبح صديق الميدان بالامس و الذى كنا نتغنى معا شعر الشابى "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" قد اصبح عدو اليوم وكل ذلك لاننا فقط نختلف معا فى الرأى و تحولنا الى النقيض و لسان حالنا ينشد "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب البقر"  !!!


الديموقراطية هى ان اختلف معك فى الرأى لكنى مستعد ان اضحى بحياتى حتى تستطيع انت التعبير عن رأيك ... ولكن ما وصلنا اليه الأن اننى اضحى بحياتك حتى لا تعبر عن رأيك وهذه هى الدموى-قراطية وتستطيع تسميتها ايضا الديكتاتورية الدموية ...


من المسؤول اذا عما وصلنا له؟ ومن استطاع تفتيت كتلة الميدان التى لم يستطيع العادلى بكل اسلحته الغازية و المطاطية و الحية تفتيت اى جزء منها؟؟!!! هل هى غنائم الثورة و هل نحن امام غزوة أحد جديدة؟؟

من وجهة نظرى المتواضعة ان كل ما نعانيه الأن من تفتت قد تم بسبب استفتاء 19-3 و اعتقد ان هذا الاستفتاء هو سبب تفتت الثورة و سبب الفتنة الطائفية و سبب كل ما نعانيه من دموية و ما سنعانيه بعد ذلك ايضا !!!

هل ستسأل ما علاقة الاستفتاء بكل هذا؟ سأجيبك ...
لقد ظلت مطالب الميدان واضحة و قوية يتفق عليها الجميع من البداية و هى اسقاط النظام و تطهير الفساد و عمل دستور جديد للبلاد يكفل آدمية المواطن و الغاء العمل بقانون الطوارىء ...

حتى جاء لنا هذا الاستفتاء فجأه لترقيع دستور 71 و تعديل 9 مواد منه ليس من بينهم المادة الثانية و التى تنص على التشريع الاسلامى .. حين جاء الاستفتاء لاحت فى الأفق للاخوان و هم جزء أصيل من المجتمع المصرى أولى الغنائم فبتعديل الدستور ستأتى الانتخابات مبكرا مما يعنى فرصة ذهبية للسيطرة على مجلس الشعب و لم يتوانى الاخوان فى النزول سريعا من على جبل رماة أحد و ترك الميدان و مطالبه و اللهث وراء الغنيمة الكبرى و كرسوا كل الجهد لاقناع الناس ان "نعم" هى مفتاح الجنة و "لا" هى الطريق الى النار ...

و كرد فعل طبيعى لاقباط مصر و الذين تخوفوا من سيطرة الاخوان على المجلس ان يعلنوها صراحة "لا" يعنى "لا" و اعتقد ان هذه كانت بذرة الطائفية فمعظم من ذهب للاستفتاء ذهب بدافع دينى و من هنا ايضا  ظهرت مسميات اخرى بين الناس و بدأوا يتداولون مصطلحات الدولة الدينية ام العلمانية ام المدنية و زاد التفتت فى الأراء و زادت الفرقة ...


و اصبح المعارضون يحاولون تذكير الجميع بان تغيير الدستور كان مطلب اساسى و من هنا جاء التفتت الاكبر للدستور اولا ام الانتخابات اولا و اصبح الشارع منقسم لأراء عدة و ازدادت الحدة و اصبحت تهم الخيانة و العمالة توزع على الجميع دون استثناء حتى وصلت الأمور للدموية سواء كانت طائفية او سياسية و أصبحت دماء المصريين تسال فى كل مناسبة و كأنها مياه غازية ...


و أصبح الجميع عندما يتكلم يستخدم نتيجة الاستفتاء فالبعض يقول لقد قال الشعب كلمته تأيدا للمجلس العسكرى و الاخر يقول لقد أيد 77% الدولة الدينية و عند كل اختلاف يقال نحن الاغلبية نحن من قال نعم فى الاستفتاء كل هذا برغم ان الاستفتاء كان على 9 مواد فى الدستور لم يقرأها معظمنا حتى و المحزن ان الاعلان الدستورى الذى تم بعد الاستفتاء نزل بأكثر من 50 مادة و كان بينها تعديلات جديدة فى ال9 مواد التى استفتى فيهم الشعب و هذا يلغى الاستفتاء بصورة كلية لان الاصل فى الاستفتاء هو تعديل 9 مواد من دستور 71 مع الاحتفاظ بشرعية الدستور و ليس لالغائه و عمل اعلان دستورى بمواد جديدة !!...


و من هنا بدأت تتفرق الآراء ومن هنا بدأت تتشتت الأفكار و من هنا بدأت تهم الخيانة تلتصق بالجميع و بدلا من ان ندافع عن الديموقراطية اصبحنا نقتل بعضنا ظنا منا اننا فى الطريق الصحيح للديموقراطية فأصبحنا كالدبة التى قتلت صاحبها لحبها له او كالقطة التى اكلت اطفالها لتحميهم فنحن بالمثل نتقاتل و تسيل دمائنا من اجل الوصول الى الديموقراطية المزعومة.....


مجلسنا الموقر نكن لكم كل الاحترام و لكن دماء المصرى ليست رخيصة و من مات نتيجة العنف الطائفى او السياسى نحتسبه عند الله هو الأعلم به و الأعلم فيمن سيقتص له يوم لا تنفع سلطة او مال و لا يبقى الا العمل الصالح ...


ادعو الله ان يهدينا جميعا و يولى علينا خيارنا و ان يعصم دماء المصريين و ادعو الله بأن تمر جمعة الهوية بسلام حقنا لدماء المصريين و ان نعلم جميعا ان هويتنا هى مصر فقط لا غير ....


توقيع : صعيدى من مصر

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

ما بين الثورة و المجلس

بقلم : محمود عبد الحفيظ

مصر فوق الجميع ...
جملة عظيمة نلقيها كلنا فى بياناتنا و خطبنا لتدل أننا نقدم مصلحة مصر فوق مصالحنا الشخصية كلها و لكن هل نعمل فعلا من أجلها ام هى مجرد جملة نستخدمها لتجميل ثوب الوطنية ؟؟




أتكلم اليوم عن رأيى الشخصى و أكن للجميع كل الاحترام و التقدير و هى فكرة قد بنيتها بناءا على مشاهدة ما يحدث الآن على ارض وطننا الحبيب ..

من له الفضل على مصر و المصريين؟؟ لا أحد و أعنى ما اقوله لا أحد له اى فضل على مصر لاننا فى هذه الفترة اصبحنا نرى الكثيرين ممن يظنون أن لهم الفضل و لكن الحقيقة هى اننا جميعنا مقصرين فى حق مصر و فى حق مصريتنا و فى  حق المصريين ..


الثوار و المعتصمون الذين يظنون ان لهم الفضل فى تحرير مصر ..لكم كل الشكر على ما ساهمتم به فى تحرير مصر و لكن هذا دوركم لان الساكت عن الحق شيطان اخرس .. 



المجلس العسكرى يرى ان له الفضل لانه لم يطلق النار على المتظاهرين و انه هو حامى الثورة و من ثم يرى نفسه الاصلح لادارة البلاد فى الفترة الانتقالية و ان الجميع يجب ان ينصاع له .. 
عذرا مجلسنا الموقر فنحن لا ننكر دورك الهام فى حماية الثورة و لكن هذا كان واجبا عليك لا تفضلا منك لان الجيش هو ملك شعب مصر و ملك مصر و ليس ملكا للنظام البائد و الجيش مكون اصلا من مصريين و عساكر الجيش هم نحن المصريون كلنا ندخل الجيش كمرحلة اجبارية فى حياتنا اذا فالجيش جزء لا يتجزء من الشعب المصرى ...


من يطلق عليهم الغالبية الصامتة و هم من يتابعون الاحداث فقط من خلال شاشات التلفيزيون و لا يتدخلون الا بارائهم على الانترنت او داخل منازلهم و منهم من يدعون للاستقرار و منهم من يدعون لاجهاض الثورة و منهم من يؤيدون الثورة قلبا و قالبا .. 
كل هؤلاء يظنون انهم فقط اصحاب الحق و انهم المصريون الحقيقيون ... 
عذرا للجميع يجب اولا ان نفهم اننا جميعا مصريون لنا نفس الحقوق و علينا نفس الواجبات .. 


كل هذه الطوائف مجتمعه هى شعب مصر بثوارها بمعتصميها بمجلسها بجيشها بشرطتها بوزرائها هم كلهم شعب مصر و كلهم كيان واحد لا يمكننا تجزئته ..
و ليس لاى شخص الحق فى التحدث باسم المصريين جميعا الا لو فوضه الجميع فى استفتاء عام ...



الأزمة التى نواجهها الان فى مصر هى ازمة ثقة بين كل هذه الطوائف و بعضها ... 
كل طائفة منهم تظن انها صاحبة الفضل على مصر و المصريين و ان كلمتهم و تفكيرهم هو الأصلح للبلاد و هو ما يجب ان يأخذ به و كل منهم يتهم من يخالفه الرأى و لو حتى فى قرارة نفسه بأن له أغراض شخصية تدفعه للتمسك برأيه و هذه هى المشكلة ..

نحن لا نسمع الرأى الأخر لاننا غير مقتنعين أساسا انه يفكر فى مصلحة البلاد و لاننا قررنا حتى قبل ان نناقشهم انهم اصحاب مصلحة او اصحاب اجندات خاصة ..


لماذا ابتعد المجلس العسكرى كثيرا عن المصريين و اصبحنا لا نراه الا من خلال صفحة الفيس بوك فى بيانات و تصريحات لو كانت خرجت لنا على الأقل منهم مباشرة على شاشات التلفيزيون ربما كان أفضل لان من يستخدم الفيس بوك لن يكون باى حال من الاحوال اكثر من 10% من المصريين ..
عندما فوضنا المجلس العسكرى كنا نشعر انه قريبا منا و كنا نراهم بصورة شبه يومية حتى فى برامج التوك شو و لكن الأن لا نعرف عنهم شىء تقريبا ...


لماذا نشعر جميعا بأن هناك عدم انسجام بين المجلس العسكرى و رئاسة الوزراء ؟؟ لان رئيس الوزراء كونه منتخب من التحرير فهو يمثل القوة الثورية و هى بالنسبة للمجلس العسكرى بعض شباب الفيس بوك و الذين قاموا بدور محدد هو المظاهرات ولا يمكن ان يتدخلوا اكثر من هذا فى شؤون البلاد لانهم "شوية عيال" مش هناخد بكلامهم ... ربما!!!

و لكن ما يغيب عن الجميع ان من قام بالثورة هو الشعب المصرى نفسه بجميع طوائفه السالف ذكرها و كانوا يحلمون وقتها بتغيير حقيقى فى البلاد ... تغيير يكفل حقهم فى حياة كريمة و حرية و عدالة اجتماعية لم يتحقق منها اى شىء حتى الأن ربما لاختلاف هذه الطوائف مع بعضها و ربما لاختلاف الأراء بين كل هذه القوى ..


شبابنا الجسور لقد قدمتم لمصر واجبكم الوطنى الذى كانت تنتظره مصر منكم منذ 30 عاما فلكم جزيل الشكر و هذا يعطيكم حق المطالبة بمطالب الثورة فقط اما المطالب التى تحدد مصير البلاد فيجب ان تكون باستفتاء عام يشترك فيه كل طوائف الشعب بشفافية ..

مجلسنا الموقر لقد أديت واجبك على أكمل وجه و حميت ثورة الشعب المصرى و قد اختارك الشعب لتدير شؤونه فرحا بك و كله أمل فيك و للأسف حتى الآن لم يحدث اى تغيير فنتمنى منك ان تعمل فقط من أجل مصر و اعلاء شؤونها ..

رئيس وزرائنا المبجل لقد كان يتوقع منك الشعب المصرى الكثير و لكننا للأسف لم نرى سوى نيتك الصافية الطيبة دون اى افعال او قرارات و النية الطيبة وحدها لا تكفى ..


يجب أن نعمل جميعا لمصلحة مصر فقط فهذا هو المكسب الحقيقى ...
العار كل العار ان يكون انتمائك لشخص او جماعة اكبر من انتمائك لوطنك فهذه هى الخسارة و الحسرة الحقيقية ..
من ينتمى لحزب معين او جماعة معينة يجب ان يكون انتماؤه لها لخدمة وطنه من خلالها و ليس لخدمة مصالحها على حساب الوطن ..


وجهة نظرى الشخصية ان ما يحدث من تصعيد يوقف مصالح الناس هو ضد مصلحتنا جميعا و ضد مصلحة مصر و ان العند لن يولد الا الكفر ..
و اننا يجب ان نستمع لبعضنا البعض و يجب ان يقترب المجلس العسكرى الى الشارع المصرى اكثر من ذلك لاننا اخترناه ليمثلنا لا لان يبتعد عنا ..

اثبتت الثورات العربية ان استعمال القوة بشتى طرقها قد اثبت فشلها الذريع فحتى القذافى الذى استخدم المدافع و الطائرات لفرض سيطرته لم يجنى منها سوى الاختباء تحت الارض مثل الفئران ..
و هذه الكلمة خصيصا اقولها لمن يعارضون المعتصمين و يخالفونهم الرأى فيطالبون القوات المسلحة باستخدام القوة ضدهم لفض الاعتصام فهم بذلك يدعون الى حرب اهلية دون ان يشعرون و اذا استجابة القوات المسلحة لذلك فهذا يعنى اننا نسير فى طريق ما حدث لليبيا و العياذ بالله...

لن يحل ازمة مصر الأن سوى الجلوس على طاولة واحدة جميعا المجلس العسكرى و رئاسة الوزراء و الثوار و كل القوى الأخرى و النقاش حول مصلحة مصر فقط بكل شفافية ووضوح دون الدفاع عن اى اجندات خاصة او حتى دينية هذا هو الحل الوحيد و الا ... 
لكى الله يا مصر


توقيع : صعيدى من مصر

السبت، 9 يوليو 2011

عجلة الانتاج و سنينها


بقلم : محمود عبد الحفيظ

بما أننا كنا فى عهد الرئيس المخلوع من الثمان دول الصناعية الأولى على العالم و الثورة وقفت الحال و صادرات مصر التى كانت تجتاح جميع أسواق العالم قد جفت تماما حتى أصبحت الدول الاوروبية فى حال يرثى لها من قلة المنتج المصرى بعد الثورة !!

و بما أن نسبة الفقر ازدادت لتصبح 65% فى يوم وليلة فقط  بعد الثورة بعد ان كان الجميع يشتكى فى مصر من الغنى الفاحش و كثرة الأموال لدرجة أن الناس من كثرة الأموال زهدوها !!
و بما أن الحياة فى عهد الرئيس المخلوع كانت مزدهرة بالحرية و الكرامة و الديموقراطية !!
و بما أن نسبة الانتحار ازدادت بطريقة ملحوظة فى عهد النظام البائد نتيجة لقلة المشاكل !!
و بما أن حرية التعبير و حرية الرأى كانت مكفولة للجميع دون أى قيود
و بما أننا تمتعنا بما  فيه الكفاية فى عهد الرئيس المخلوع حتى زهدنا الحياة نفسها !!






فماذا سيحدث اذا توقفت هذه الرفاهية الضخمة لبعض الوقت لنجرب التغيير فلقد مللنا العز و الغنى و نشتاق لبعض المعاناة .. 
لقد مللنا الاستقرار و الأمن و الأمان الذى كان يمتعنا به النظام السابق .. 
فكنا نعيش بدون بلطجية اطلاقا فقررنا ان نتستورد بعض البلطجية من بلاد أخرى ليزعزعوا امننا قليلا و بما ان انظمة الدول الاخرى التى تشجع الجهل و الظلم و البطالة و القهر و كلها عوامل صحية لتفريخ بلطجية محترفين فلنستورد منهم شوية و لنقم بثورة لزعزعة الامن و لتكن الثورة ممولة من امريكا ب 50 دولار ووجبة كنتاكى برغم أننا من المفترض لا نحتاج للاموال نظرا للغنى الفاحش الذى تعيشه البلاد ولكن ميضرش .. و لنتفق مع ايران ايضا و حزب الله و اسرائيل ليمولوا لنا هذه الثورة التى ستقسم ظهر البلاد و ستقلل من ازدهارها و ستجعلها ترجع من المركز الاول وسط الدول الصناعية الى المركز العاشر !!!!


فلنسترح قليلا من الغنى الفاحش و لنغير و لنجرب معاناة الفقراء فى الدول الأخرى و هذه سنة فلقد خلق الله شهر رمضان حتى يتذوق الغنى جوع الفقير و يشعر به !!!

فلنجرب على الاقل حلاوة التغيير .. نريد أن نختار شخص سىء بأنفسنا فيسقينا الذل و نترحم على محاسن النظام البائد مفيش مشكلة و لكنه على الأقل تغيير ...



كل ما قلته هذا درب من الخيال فما بالك و نحن دولة فيها اكثر من 65% من الشعب فعلا لا يجد قوت يومه و استشرى فيها الفساد ليأكل كل شىء و تحول فيها اللون الأبيض الى الأسود .. و انتشر فيها الجهل و الظلم و القهر و البلطجة ..ماذا سيحدث لنا و ماذا سيصيبنا و نحن أصلا فى أسوء حال؟؟

لا تقنعنى بأن عهد الرئيس المخلوع قد خلى من البلطجة بل كانت هناك الكثير من الحوادث و معظمها تحدث تحت مرأى و مسمع من الشرطة و لكن الاعلام الفاسد لم يظهر منها الا القليل اما الان فالحوادث موجودة تحت مرأى و مسمع الشرطة ايضا و لكن الاعلام ينقل كل شىء و بصورة سوداوية ليحاول قتل الثورة و صب الطابع الكريه لها عند الناس .. 
كم من المشاجرات كنا نشاهدها يوميا بالاسلحة البيضاء فى المناطق العشوائية و لم نسمع فى الاعلام شيئا عنها و كانوا يحاولون اظهار الجوانب الجميلة فقط ام الان فكم من المشاجرات نسمع عنها فى الاعلام رغم صغر شأنها و سخافتها !!!

خير دليل على التضليل الاعلامى يمكنك مشاهدة خبر مقتل خالد سعيد من الاعلامى خيرى رمضان ستعرف بنفسك كيف كانت الحقائق تزيف و كيف كانت سمعة الشرفاء تشوه و كيف كان يعامل الناس و كيف لم يسلم حتى الموتى من الظلم و القهر و التلويث !!

فكر ولو مرة واحدة فقط ان شخص مثل خالد سعيد قتل بهذه الوحشية و ظلم و تشوهت سمعته حتى بعد قتله .. حتى اذا كان مذنبا فهل يستحق القتل بهذه الطريقة؟ اعتبره أخوك او ابن عمك فهو كذلك بالفعل لانه مصرى مثلى و مثلك و كلنا تجمعنا فى النهاية اصول واحدة .. 
اعتبره ابنك و فكر هل كنت ستطالب باهدار حقه حتى يعود الامن و الاستقرار المباركى المزعوم؟
اذا خرج ابنك او اخوك يوم 25 يناير مطالبا بعيش حرية عدالة اجتماعية و قتل هل كنت ستفكر الان بعجلة الانتاج التى تهالكت و اصبحت حطاما فى عهد مبارك؟؟
هل لو كنت تعمل عامل فى مصنع تتقاضى 400 جنيه شهريا ولا تستطيع شراء الخبز حتى و خرج زملائك مطالبين بعيشة آدمية هل كنت ستمنعهم مطالبا اياهم بالتفكير فى خسائر البرصة و السياحة ام كنت ستخرج معهم صارخا غاضبا تريد حلا لمعاناتك؟؟


فى النهاية سأقول لك شيئا واحدا حاول ان تفكر فيه ..هناك بعض الناس يساومون أهالى الشهداء على قبول دية فى ابنائهم قدرها 500 الف جنيه من الضباط القتلة فهل يملك كل ظابط منهم 500 الف جنيه ليدفعها؟ و هناك من قتل اكثر من شخص هل يملك ان يدفع لكل أهل قتيل 500 الف جنيه؟ 
امين الشرطة المحكوم عليه بالاعدام يساوم اهالى الشهداء ليدفع لكل منهم 200 الف جنيه و هو قد قتل 18 شخص فهل يملك أمين شرطة هذه الأموال؟ الاجابة المنطقية بالطبع لا اذا فهى اموال الدولة ستأخذ من المال العام باى شكل من الاشكال للدفاع عن القتلة فى نفس الوقت الذى قررت فيه الدولة صرف 5000 جنيه لاهل كل شهيد تعويض لان الميزانية لا تسمح بأكثر من ذلك!!!!!

لن أعلق و سأترك لك التعليق و اريد ان اعرف فى النهاية هل مازلت مصر ان مظاهرات التحرير المطالبة بحق الشهداء و حقى و حقك فى عيشة كريمة وحياة آدمية تعطل عجلة الانتاج و تهدد الاستقرار ام تطالب بترميم ما تبقى من عجلة الانتاج و الاتجاه نحو الامن و الاستقرار الحقيقى للبلاد؟؟!!


توقيع : صعيدى من مصر

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

ضباط الشرطة ما بين الهيبة و الخيبة !!!


بقلم : محمود عبد الحفيظ

عاوزين نرجع هيبة الشرطة يا جماعة ... جملة انتشرت كثيرا بعد 25 يناير .. جملة ضحى من اجلها الكثيرمن الناس الغلابة فى الشعب المصرى بمكاسب ثورتهم حتى يشعروا بالامان أملا فى ان تعود الشرطة للقيام بواجبها ضد البلطجية الذين يمزقون ظلام الليل بسيوفهم ...





كما نقول دائما ان فى كل مجال هناك الصالح و الطالح و كما يتواجد الفاسدون فهناك دائما الشرفاء .. المشكلة فى الشرطة ان الفساد يصب رأسا على المواطن مباشرة فيراه واضحا جليا .. فترى الظابط الفاسد يجامل شخص مثلا بتعذيب عدوه او منافسه و تراه يؤذى الناس و يقمعهم مقابل مكاسب شخصية و لهذا فمن يفسد فى هذا الجهاز خاصة يكرهه الناس سريعا لانهم يلمسون فساده بقوة بل و يعطى انطباع سىء ايضا عن زملائه الشرفاء ..

هؤلاء الضباط الفاسدين هم من يبحثون الآن عن استرجاع ما تسمى بالهيبة لانهم يريدون استرجاع سلتطهم القمعية و مصالحهم الشخصية التى كانوا يملكوها قبل الثورة .. مطلقين على هذه السلطة القمعية لفظ الهيبة حتى يغيروا المعنى فيتعاطف معهم الناس خاصة فى ظل الانفلات الأمنى ..

أما شرفاء الشرطة و هم كتيرون فقد عادوا ليمارسوا عملهم مؤمنين بأن الهيبة فى العمل الشرطى تأتى من العمل نفسه فبمجرد مطاردته لمجرم او بلطجى و الامساك به و حماية الناس من شره فهو يحصل على تقدير و احترام الناس و هذا التقدير يتحول تلقائيا الى هيبة .. 

الهيبة التى تبحث عنها الشرطة لن يجدوها فى مصباح علاء الدين و لن يحصلوا عليها بالبكاء و ترديد الجمل الهجومية على الثورة و الهجوم الدائم على الشهداء متهمين من قتل منهم عند الاقسام بالبلطجية و لم يحاولوا تذكر ان كلمة شهيد لن تأتى لأحد بحكم قضائى يمكن التلاعب فى حيثيات قضيته او تغيير اقوال الشهود انما يأتى بحكم الهى لا يمكن تغييره ...

الهيبة التى تريدها الشرطة لن تأتى من صفحات الفيس بوك و جروباته التى تنادى الجميع بالتهدئة و المحاباة للشرطة و عدم انتقاد ادائها بل ستأتى اذا ادوا واجبهم على أكمل وجه و طاردوا البلطجية المعروفين بالاسم و المسجلين عندهم بدلا من اطلاقهم على المتظاهرين لتشويه صورة الثورة....
الهيبة لن تأتى بالأمر فهى مرحلة من مراحل الاحترام و الاحترام يكتسبه الشخص بتصرفاته فقط و لن يكتسبها بقمع الناس لان القمع يولد الاحتقار و لا يولد الاحترام ..
الهيبة لن تأتى من أمثال العسكرى الراقص بالسيف فى التحرير و لكنها ستأتى من أمثال مأمور قسم الموسكى الذى أظهر بطولة فى مطاردة البلطجية و الذى يجب أن نكرمه هو و كل الشرفاء ليكونوا مثالا يحتذى به ...

الهيبة التى يريدها الجميع لجهاز الشرطة هى الهيبة الطبيعية التى سيكتسبها الضباط اذا ادوا واجبهم بنجاح فى حماية المواطنين من المجرمين و حماية المجتمع من الفاسدين و اعادة الحق لأهله و اعانة المظلوم على الظالم و حماية مطالب الناس المشروعة و الدفاع عنها ...
هذه هى الهيبة المطلوب تواجدها اما من يسعى حتى الآن لقمع الناس و تعذيبهم و احتجازهم و استخدام البلطجية ضدهم فهو لا يسعى للهيبة بل يسعى للخيبة التى ستطارده و لن يجد منها غير العار الذى سيلازمه طوال حياته حتى امام نفسه و امام الله يوم لن ينفع اى شخص سوى أعماله فقط .. 

فيا معشر ضباط الشرطة نرجوكم اتركوا الخيبة و سارعوا الى الهيبة هى خير لكم و خير لمصر ...


توقيع : صعيدى من مصر

هدية لحكام مصر من قصص الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه

من تراث الفاروق


قصة للعبرة :: اعتقد انه قد يستفيد من قرائتها من يدافع عن القتلة فى مصر الان و من يتلكأون فى تطبيق العدالة لينتشر الفساد

الى كل من يهمه امر مصر .. الى كل من يهمه امر المؤمنين .. الى كل من كان فى قلبه ذرة من الايمان و العدل و الضمير
سارع بتطبيق العدالة لدرء المفاسد و قتها ستجد الرحمة و العفو من عند الله


أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في
المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
‏قال عمر: ما هذا ؟
‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
‏قال: أقتلت أباهم ؟
‏قال: نعم قتلته !
‏قال : كيف قتلتَه ؟
‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات...
‏قال عمر : القصاص .... الإعدام
‏.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة
شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا
يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا
‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا
يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ...
‏قال الرجل : يا أمير
المؤمنين : أسألك بالذي قامت به
السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة
، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في
البادية ، فأُخبِرُهم  ‏بأنك
‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك
أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟
‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا
يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا
داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،
فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست
على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ،
ولا على ناقة ، إنها كفالة على
الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع
الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن
أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت
الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه
‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل
هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً
هناك  أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،
فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر رأسه
‏ ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد
أن يُقتل يا أمير المؤمنين...
‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!
 ‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته
وزهده ، وصدقه ،وقال:
‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!
‏قال: أتعرفه ؟
‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟
‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،
فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله
‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه
لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث
ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع
‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم
بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل .....
‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر
الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،
وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :
الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،
واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر
‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟
قال : ما أدري يا أمير المؤمنين!

و كان عمر يبكى على ابو ذر فهو من المقربين له
و مع ذلك لا يستطيع عمر ان يعفو عنه فهو حد من حدود الله

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،
وكأنها تمر سريعة على غير عادتها
، وسكت ‏الصحابة واجمين ،
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر
، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،
لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب
بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في
الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا
تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس
دون أناس ، وفي مكان دون مكان...
‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا
بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏ معه
‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو
بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!
‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من
الذي يعلم السرَّ وأخفى !! 
ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي
كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في
البادية ،وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس
‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه
يا أمير المؤمنين لصدقه..
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب
العفو من الناس !
‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....
‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان
على عفوكما ،
وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ
‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته
، وجزاك الله خيراً أيها الرجل
‏لصدقك ووفائك ...
‏وجزاك الله خيراً يا أمير
المؤمنين لعدلك و رحمتك....
‏قال أحد المحدثين :
والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت
سعادة الإيمان ‏والإسلام
في أكفان عمر!!.
::::::


يا معشر قضاة مصر ... يا حكام مصر فليكن لكم فى الفاروق اسوة حسنة و لتطبقوا القانون على القتلة و الفاسدين
و لتقيموا العدل حتى تستقيم شؤون البلاد و الا فوالله سيستمر الفساد و ستسوء البلاد و ستسألون يوم القيامة عن كل حكم نطقتم به كان عونا لظالم على مظلوم
حاكموا قتلة الشهداء .. حاكموا سارقى البلاد و المفسدون فى الارض فكل ذلك امانة فى اعناقكم الى يوم الدين
و الله على ما اقول شهيد



قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

"أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"

صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم


توقيع : صعيدى من مصر
محمود عبد الحفيظ