بلاد العجائب
زمان كان فيه كارتون اسمه اليس فى بلاد العجائب و هى كانت عبارة عن بلاد عجيبة فيها اشياء غريبة لا يتصورها عقل ولا يمكن ان تحدث على ارض الواقع.
الان تحققت المعجزة و اصبحنا نعيش ايضا فى بلاد العجائب ، مصر ام الدنيا
الان مثلا يمكنك ان تشاهد شعبنا العظيم و الذى يعد من افقر شعوب العالم فى الوقت الحاضر هو فى نفس الوقت من اكثر الشعوب استهلاكا للجوالاات ذات التقنية الحديثة و هذا من احصائيات شركة نوكيا و قد تأكد من خلال هذه الاحصائيات ان مصر من أكثر الشعوب استهلاكا للجوال.
و الاعجب من هذا ان شركة مرسيدس الالمانية اكدت ان عدد السيارات المرسيدس فى مصر اكثر من عددها فى المانيا نفسها برغم من انها الدولة المصنعه للسيارة المرسيدس ، و برغم من ان مصر لم تطبق اتفاقيات تخفيض الجمارك اى ان سعر السيارة المرسيدس فى مصر يصل الى ثلاث اضعاف سعرها فى المانيا !!!!!!!!!!!!!!
احتار علماء العالم فى هذه المعادلة الصعبة فلم يستطيعوا تصنيفنا ، نحن دولة فقيرة من حيث الدخل فلا يتجاوز متوسط دخل الفرد فى 100 دولار شهريا و فى نفس الوقت من اقوى المستهلكين للسلع الاستفزازية (مرتفعة الاسعار)!
و الاعجب و الاغرب اسعار العقارات ، لقد اصبحنا ننافس اوروبا و امريكا فى اسعارها حيث يصل سعر الشقة فى مصر الى نصف مليون جنيه اى ما يقارب مائة الف دولار و تجدها كلها مباعة او محجوزة!!!!!!!!!
لم يعد هناك قانون او قاعدة منطقية يمكنها ان تحكم هذه المعادلة الصعبة.
كنت جالس بفكر فى هذه المعادلة و تذكرت نكتة سمعتها زمان
كانت بين مسؤول مصرى و مسؤول امريكى
الامريكى قال للمصرى : امريكا هى رمز الديموقراطية فمتوسط دخل الفرد فيها 3000 دولار شهريا يصرف 1000 دولار سكن و خلافه و 500 دولار اكل و لا نسأله اين يصرف باقى امواله
رد عليه المصرى ان مصر بها ديموقراطية اكثر بكثير فقال له كيف
قاله عندنا متوسط دخل الفرد 300 جنيه بس و بيصرف 1000 سكن و خلافه و 500 اكل و منسألوش جبت الباقى منين
المشكلة ان الهمجية و الفوضى صارا هما القانون السائد فى البلاد
التعليم مثلا بعد ان كان لنا اليد العليا فيه و كنا اصحاب الفضل فى التعليم على كل الدول العربية صار الان و الحمد لله اسوء نظام تعليم فى العالم كله و صارت مدارسنا عبرة لمن يعتبر
حتى ان المملكة العربية السعودية الغت بعثات الدراسة الى مصر و حولتها الى دول اخرى
بالنسبة للزراعة فحدث ولا حرج
زمان كنا اكثر شىء ندرسه فى المدرسة هو القطن المصرى طويل التيلة افضل قطن فى العالم
دلوقتى مبقاش فيه قطن اصلا
و بعد ما كنا بنزرع ارضنا بنفسنا من 5000 سنه بقينا نستعين بخبرات اسرائيلية فى الزراعة
لم يعد للفاكهة طعم و صار كل الزرع مسرطن
الدول البتروليه فى العالم كله سعر البنزين و السولار فيها لا يكاد يذكر
و رغم ان عندنا بترول الا اننا نتعامل كدولة غير منتجة للبترول بالمرة فنشهد باستمرار زيادة فى اسعار البنزين و السولار
الصناعة صارت حكرا على ذوى النفوذ و السلطة
مصنع حديد الدخيلة بعد ان كان ثروة قومية لمصر صار ثروة شخصية لعز
فى مصلحة من ان يتحول ناتج قومى الى ناتج شخصى؟؟؟؟
اشعر ان العالم كله يتجه فى اتجاه و نحن وحدنا نتجه فى اتجاه اخر
حقا انها بلاد العجائب