باسم سوستة - ابراهيم عيسى ابو حمالات - خالد جرجس عبد الله - الخرفان - العلمانيين - الكفار - ابو اسماعيل ابن الامريكية - مرشد الخرفان - البردعة - حمضين ... الخ
هذه ليست اسماء شخصيات كارتونية و ليست ألقاب يتنابذ بها الاطفال للاسف هذه هى الحال التى وصلنا لها فى مصر الان بسبب اختلاف الاراء فقط !!
كل من سبقوا و اكثر و القائمة كبيرة كانوا متوحدين متفقين على اطاحة نظام مبارك و كانوا اخوة و اشقاء على استعداد ان يضحوا بحياتهم من اجل بعض حتى لاحت فى الافق علامات النصر فاصبح هذا حالهم من اجل تقسيم الغنائم ..
فتجد من كان رفيق الميدان بالامس و كان يقتسم رغيفه معك فى شدة الجوع و تقتسم غطائك معه فى شدة البرد هو عدو اليوم يتمنى لك الهلاك و تتمنى له الموت!!
من اوصلنا الى هذه الحال؟ و من قادنا الى هذه الفرقة؟؟
فريستهم هى المنصب و الكرسى ففكروا في كل مميزاته و تناسوا كل مسؤولياته امام الله و امام الوطن ..
كرس كل فريق جهده لكى يحظى بالمنصب و الكرسى و لم يكرس و لو القليل من هذا الجهد لكى يخدم وطنه من خلال او بدون هذا الكرسى ..
تجلس فى مجلس كل فريق و تسمع كلامه فتعتقد انه هو صاحب الحق و ذلك لانه يكرس كل جهده لاصطياد اخطاء الفريق الاخر فقط ..
و لهذا تزيد الفرقة .. تستمع الى اعلام كل طرف فتجده على حق لانه يجسد عيوب و اخطاء الطرف الاخر و يتغاضى عن عيوب و اخطاء فريقه .. و لهذا يزداد الصف انشقاقا و يزداد الوضع خطورة مما ينذر بحرب اهلية وشيكة و العياذ بالله !!
هل دور الاعلام فعلا مؤثر الى هذه الدرجة؟؟
منذ فترة كنت اتناقش مع بعض الاصدقاء حول الفيس بوك و فوائده و اضراره و كنت اقول لهم انه من الملاحظات التى لاحظتها و التى تبدوا خطيرة بقدر نعومتها هى انك يمكنك ان تكون صداقة مع اشخاص لم ترهم فى حياتك و تكون لهم صورة فى خيالك و غالبا ما تكون صورة كاذبة تماما عن حقيقتهم لان الصورة التى كونتها معتمدة فى الاساس على كلماتهم الرقيقة على الفيس بوك و عباراتهم المقتبسة من هنا و هناك ..
الصورة التى كونتها عن اصدقائك الذين لم تراهم عينيك غالبا ما تكون "كوبى و بيست" من اصدقاء لهم او من صفحات اخرى اقتبسوها او نقلوها و تكون منافية لحقيقتهم لتصطدم بالواقع اذا قابلت هؤلاء الاشخاص و تعاملت معهم فعليا فتجدهم مخالفين للصورة الوردية التى رسمتها فى خيالك ..
هذا بالظبط ما يحدث معنا الان و لكن بالعكس ..
اغلبنا اصبح يأخذ اخباره من صفحات الفيس بوك و الميديا و يعتمد عليها فى نقل الاخبار و هى غالبا ما تكون اخبار كاذبة يعلم الله من روجها و من المستفيد منها و تنتشر على صفحات الفيس لتقرأها فيزداد حقدك و كرهك للطرف الاخر و يزداد حنقك بدافع وطنى و هو غيرتك على الوطن حتى و ان صدر تكذيب لاحق لهذه الاخبار فالهدف منها قد تحقق و هو استمرار حالة الكراهية لديك..
هل تعرف ايها الليبرالى كم من اصدقاء عمرك و اقربائك الذين تثق بهم جدا ينتمون الى تيار الاسلام السياسى الذى يزيدك فيه الاعلام كراهية يوما بعد يوم؟؟
هل تعلم ايها الاخوانى كم من جيرانك و زملاء الحياة الذين تعتز جدا بهم و لا ترى للحياة بدونهم معنى ينتمون للتيار الذى تكرهه و يكفره شيوخك و يزيدك الاعلام الذى تتابعه فيهم كراهية ؟؟
هل تعلم يا مصرى كيف يتم دس السم فى العسل حتى تكره شقيق عمرك و زميل كفاحك و اخيك المصرى؟؟
هل تعلم من المستفيد من كل هذا؟؟ بالتأكيد لن تكون انت ولا انا و لا مصر بالتأكيد سيكون اعدائنا ..
انت تجلس خلف شاشة جهازك تتلقى ما يريده اشخاصا اخرين يعلم الله من هم ان تتلقاه .. انت تنشر اخبار تساعد فى تدمير الوطن بدافع غيرتك على وطنك و بدون قصد..
منذ متى تم تصنيفنا فى مصر على اساس عرقى او طائفى او سياسى او دينى .. كلنا مصريون نختلف فى الفكر و نتوحد فى حب الوطن ..
نختلف فى الدين و نتوحد فى النسب .. نختلف فى الافكار و الاراء و نتوحد جميعا فى حب مصر
منذ متى و نحن نمتلك هذه العصبية المميتة و الكره للاخر؟ منذ متى رحبنا بالعنف و الدم؟ منذ متى لم ننكر عدوان مصرى على مصرى اخر ؟
لم تكن الثورة مخطئة فقد كان ثوبها ابيض عندما ظهرت تطالب باحسان المعاملة و تحسين المعيشة ..
من لطخ ثوب الثورة بالدم هم اعدائها..
من لطخ ثوب الثورة بالدم هو السعى وراء المصالح الشخصية و الاهواء ..
من لطخ ثوب الثورة بالدم هو من نفخ فى النار ليزيدها اشتعالا ليفشل الثورة ..
من اوصلنا الى هذا الحال هو من يجلس فى الجانب الاخر خلف شاشات اجهزته يبث السم لنا لنتلقاه بصدر رحب فنزداد فرقة ..
الحل بسيط ..
لا تستمع الى طرف و احد فقط .. استمع من الجانبين حتى و ان كنت مؤيد لفريق معين فاستمع من الاخر .
لا تقدس اشخاص و تبحث لهم عن مبررات فجميعنا بشر و كل ابن أدم خطاء .. أيد فكرة و استمع الى الافكار الاخرى و خذ من كل فكر ما يعجبك و لا تتقيد بفكر معين
لا تندفع و تحكم على الاخرين بالخيانة و عدم الوطنية فقط لانهم مختلفين معك فلم يخلقنا الله متساويين ابدا و لن نكون
لا تأخذ اخبارك الا من مصادر موثوق منها و لا تنشرها حتى تتأكد
لا تكتفى بقراءة ما هو مفيد و ينبذ الفرقة بل حاول نشره
أحسن الظن بالناس و لا تتبع نظريات المؤامرة
مصر اليوم تحتاج مننا التجمع و ليس الفرقة اكثر من اى وقت مضى فحاول ان تقف مع مصر الان فهى تحتاج رحابة صدرك لمن يختلف معك اكثر من تعصبك لمن تؤيد ..
وانا بالرغم من تأيدى لفكرة سياسية معينة و معارضتى لاخرى الا ان الله يعلم ان المقصد من وراء كلامى هذا هو الصالح العام و محبة الوطن فقط ليس الا .. و ان التجمع حول الوطن الان اهم من اى انتصار سياسى لجماعة او فرقة..
رحمنا الله و حفظ لنا مصر سالمة غانمة ان شاء الله .
توقيع : محمود عبد الحفيظ
صعيدى من مصر