بقلم : محمود عبد الحفيظ
بعد حالة من الصمت قد اصابتنى لعدة أيام و مراقبة لاحداث غريبة تحدث الان فى مصر و متابعة للاعلام المصرى الغريب الذى لا تعرف له اتجاه مع او ضد .... اعتقد اننى توصلت الى نوع السياسة التى تستخدم الان فى مصر و هى "سياسة التسويد" .....
سياسة التسويد هو ليس مصطلح علمى و لكنه مصطلح صعيدى من تأليفى فلا تحاول ان تبحث عنها فى جوجل لانه ممكن يقولك "انت بتجيب الكلام الغريب ده منين" ..
اعتقد ان الناس فى مصر كلها اصبحت تستخدم سياسة التسويد بدءا من المجلس العسكرى و نهاية بأصغر شخص فى مصر...
حاضر حاضر هقولك ايه هى سياسة التسويد ...
سياسة التسويد هى باختصار ان تجعل الدنيا سوداء امام الناس و تحطم الامل تماما فى نفوسهم و انك تقنعهم بأننا نسير فى اتجاه الهاوية "ومش هتقوملنا قومة تانى"....
هل تسمح لى أن اطمئن سيادتك و أصب على السواد اللى قدامك ده شوية من اللون الابيض ليتك تصل الى الدرجة الرمادية و "اهه يبقى احسن من بلاش" ....
من التاريخ أحب أقول لحضرتك ان مصر مرت عليها أيام اسود من الايام اللى احنا فيها دى بمراحل بداية من حكم العثمانيين و المماليك و الحملة الفرنسية و الاحتلال الانجليزى و انت طالع على ثورة العسكر فى 1952 مرورا بالعدوان الثلاثى فى 1956 و النكسة فى 1967 الى ان تصل لرد الكرامة فى 1973 ...
هل تظن حضرتك يا اخى المحترم ان مصر فى كل هذه الاوقات لم تكن على حافة الهاوية ؟؟!! هل تظن اننا لم نكن نعانى اقتصاديا و معنويا و اجتماعيا و "بلاوى" اكثر من اللى احنا فيها مليون مرة ؟؟!!
هل تظن ان مصر ايام الحروب كانت فى ازهى أوقات اذدهار السياحة مثلا؟؟!! أو ان الناس قاعدين فى التكييف بيتفرجوا على ثورة 1919 فى التليفيزيون و بيقولوا تعليقاتهم عليها على الفيس؟؟!!
لا طبعا ... مصر و المصريين كانوا فى قمة معاناتهم و لكننا لم نسقط من الهاوية و لا حاجة ... و قامتلنا قومة تانى عادى.
ما نعانيه الان من توقف و تعطل للانتاج لمدة 4 او 5 شهور لن يضر بمصر كما يصور الاعلام للناس... بالطبع هو يؤثر و لكن ليس بالدرجة التى يتصورها البعض و ليس بالصورة التى يصورها النظام السابق للناس حتى يتراجعوا عن مطالبهم بالحرية و انما هى سياسة التسويد التى تبعها النظام السابق و هو يقاوم السقوط فلا ننسى تحذيرات مبارك "اما انا و اما الفوضى" و عندما لم يجد طريقا اخر حاول تنفيذ تهديده فاطلق البلطجية و السجناء و سحب الشرطة حتى يظهر للناس انه حامى الاوطان و انه هو الذى يمنع عنا المخاطر و لكن الحقيقة ان من يمنع المخاطر عن مصر هم المصريين انفسهم و خير دليل على ذلك كانت اللجان الشعبية ...
ما نعانيه الان هو الاحباط الشديد الذى اصابنا نتيجة سياسة التسويد و التى اصبحنا نحن انفسنا نتبعها فبعد سقوط مبارك و بعد ان كان الامل يملأ قلوب الناس لدرجة انهم كانوا ينظفوا الشوارع بايديهم احسسنا فعلا وقتها ان مصر ملكنا و لسنا عبيد فيها كما عودنا النظام السابق و لكننا للأسف عدنا الان الى اليأس والى الاحباط و كسر الامل لماذا؟ بسبب سياسة التسويد ....
لماذا لا ننظر لليابانيين و نتعلم منهم؟
بعد الزلزال المدمر الذى اصاب اليابان و الذى كانت اضراره بالنسبة لهم فى يوم واحد تفوق اضرار ثورة مصر فى الخمس شهور الماضية عشرات المرات ... عاد اليابانيون للعمل و كلهم أمل و حماس لبناء اقتصادهم من جديد ... عادوا ليعملوا بكل جد حتى انهم اطلقوا دعوة للعمل ساعتين اضافيتين فى كل اليابان يوميا بدون مقابل و بالفعل اشترك فيها الجميع ... هم يريدون فعلا بناء اليابان من جديد و برغم من ان هناك مدينة كاملة دمرت عن بكرة ابيها الا انهم لم ينظروا خلفهم و لم يجلسوا على الفيس و تويتر يندبون حظهم و يتبعون سياسة التسويد لاحباط الناس بل عادوا بكل قوة لاعمالهم
و برغم من خطورة الاشعاع النووى المعروف لم يستجب خمسون عامل من عمال المفاعل النووى الى اوامر الاخلاء و ظلوا فى المفاعل ينقلون ماء البحر يدويا ليبردوه و ضحوا بانفسهم علهم يكونوا سبب فى انقاذ اخرين .
أين هذه الروح ؟! و لماذا اختفت من مصر رغم اننا شاهدناها جلية واضحة فى التحرير؟؟!! لماذا استسلمنا لتهديدات النظام السابق و استسلمنا للاحباط؟؟
لم اكن اتمنى فعلا بعد الثورة ان اكتب مقالى هذا بل بالعكس خشيت بعد سقوط مبارك و تنحيه الا اجد ما اكتبه و ما انتقده بعدما شاهدت الروح العالية فى التحرير و لكننى و لاول مرة الان أكون حزين فعلا لانى أجد ما اكتبه ..!!
ما اتمناه الان فعلا ان نعود لروح ميدان التحرير التى غيرت وجه مصر لفترة للاسف لم تكن طويلة و لكنها اثرت فعلا حتى اننا شاهدنا تأثيرها على الغرب و كيف غير نظرته الينا و اندهش مما فعلناه ... و لكننا للاسف اطفأنا حماسنا فورا و أثرت علينا سياسة التسويد و بدأنا جميعا نستخدمها و كأننا نقول للنظام السابق "عنك انت احنا هنقوم بالواجب و نقتل الثورة" ...
لا أعلم كيف استطيع ان ادعو الناس الى العودة لنفس روح الأمل التى شاهدناها و التى اذا استمرت ربما كان لمصر شأن أخر الان و لكننى اجزم ان ما نعانيه الان فى مصر من فوضى و فتنة و غيرها من المشاكل هو نتيجة التخلى عن روح الامل و البناء و القاء اللوم دائما على المختلفين معنا فكريا و الاستسلام لسياسة التسويد التى لو استمرت يبقى فعلا هنسقط فى الهاوية و مش هتقوملنا قومة تانى ...!!!!
ايه ده انا كمان بسود الدنيا فى وشكم اهه مش كده؟!!!
لا طبعا هتقوملنا قومة بس لما نتمسك بالامل لسبب بسيط اوى .. عندما كانت مصر تمر بأيام سوداء زمان كانت نسبة الجهل أكثر بكثير من الان و مع ذلك كانت بتقوم تانى و بترجع قوية
أما مصر الان فمعظم شبابها متعلمين دكاترة و مهندسين و علماء ذرة و كمبيوتر و علماء دين .. يعنى عندنا المحرك الاساسى الذى يمكن ان يبنى أمة كاملة من الصفر و هو العلم ألن نستطيع بكل علمنا أن نحافظ على مصر و نتقدم بها؟؟!! اكيد هنقدر بس عاوزين نتخلى عن سياسة التسويد .
احب فى النهاية اجاوب على سؤال "رخم قوى" بيسأله كل من يتبع سياسة التسويد الان و هو "مصر رايحة على فين؟" و انت مالك يا سيدى هى مراتك ؟!! دى حاجة غريبة اوى و مع ذلك هقولك مصر رايحة على فين ..
مصر دلوقتى عاملة زى شخص كان محبوس لمدة 30 سنة و ايده و رجله مربوطين مش قادر يتحرك و فجأة تحرر من قيوده بالتأكيد انه اول ما هيمشى هيتخبط شوية لانه متكتف من فترة كبيرة بس هيحاول و بعد فترة بسيطة هيقدر و هيرجع يمشى طبيعى زى الناس و هيكون سجنه مجرد ذكرى سيئة فى حياته فقط ...
مصر رايحة على مستقبل مشرق ان شاء الله لكن بعيدا عن التسويد الله يخليكم ....
بعد حالة من الصمت قد اصابتنى لعدة أيام و مراقبة لاحداث غريبة تحدث الان فى مصر و متابعة للاعلام المصرى الغريب الذى لا تعرف له اتجاه مع او ضد .... اعتقد اننى توصلت الى نوع السياسة التى تستخدم الان فى مصر و هى "سياسة التسويد" .....
سياسة التسويد هو ليس مصطلح علمى و لكنه مصطلح صعيدى من تأليفى فلا تحاول ان تبحث عنها فى جوجل لانه ممكن يقولك "انت بتجيب الكلام الغريب ده منين" ..
اعتقد ان الناس فى مصر كلها اصبحت تستخدم سياسة التسويد بدءا من المجلس العسكرى و نهاية بأصغر شخص فى مصر...
حاضر حاضر هقولك ايه هى سياسة التسويد ...
سياسة التسويد هى باختصار ان تجعل الدنيا سوداء امام الناس و تحطم الامل تماما فى نفوسهم و انك تقنعهم بأننا نسير فى اتجاه الهاوية "ومش هتقوملنا قومة تانى"....
هل تسمح لى أن اطمئن سيادتك و أصب على السواد اللى قدامك ده شوية من اللون الابيض ليتك تصل الى الدرجة الرمادية و "اهه يبقى احسن من بلاش" ....
من التاريخ أحب أقول لحضرتك ان مصر مرت عليها أيام اسود من الايام اللى احنا فيها دى بمراحل بداية من حكم العثمانيين و المماليك و الحملة الفرنسية و الاحتلال الانجليزى و انت طالع على ثورة العسكر فى 1952 مرورا بالعدوان الثلاثى فى 1956 و النكسة فى 1967 الى ان تصل لرد الكرامة فى 1973 ...
هل تظن حضرتك يا اخى المحترم ان مصر فى كل هذه الاوقات لم تكن على حافة الهاوية ؟؟!! هل تظن اننا لم نكن نعانى اقتصاديا و معنويا و اجتماعيا و "بلاوى" اكثر من اللى احنا فيها مليون مرة ؟؟!!
هل تظن ان مصر ايام الحروب كانت فى ازهى أوقات اذدهار السياحة مثلا؟؟!! أو ان الناس قاعدين فى التكييف بيتفرجوا على ثورة 1919 فى التليفيزيون و بيقولوا تعليقاتهم عليها على الفيس؟؟!!
لا طبعا ... مصر و المصريين كانوا فى قمة معاناتهم و لكننا لم نسقط من الهاوية و لا حاجة ... و قامتلنا قومة تانى عادى.
ما نعانيه الان من توقف و تعطل للانتاج لمدة 4 او 5 شهور لن يضر بمصر كما يصور الاعلام للناس... بالطبع هو يؤثر و لكن ليس بالدرجة التى يتصورها البعض و ليس بالصورة التى يصورها النظام السابق للناس حتى يتراجعوا عن مطالبهم بالحرية و انما هى سياسة التسويد التى تبعها النظام السابق و هو يقاوم السقوط فلا ننسى تحذيرات مبارك "اما انا و اما الفوضى" و عندما لم يجد طريقا اخر حاول تنفيذ تهديده فاطلق البلطجية و السجناء و سحب الشرطة حتى يظهر للناس انه حامى الاوطان و انه هو الذى يمنع عنا المخاطر و لكن الحقيقة ان من يمنع المخاطر عن مصر هم المصريين انفسهم و خير دليل على ذلك كانت اللجان الشعبية ...
ما نعانيه الان هو الاحباط الشديد الذى اصابنا نتيجة سياسة التسويد و التى اصبحنا نحن انفسنا نتبعها فبعد سقوط مبارك و بعد ان كان الامل يملأ قلوب الناس لدرجة انهم كانوا ينظفوا الشوارع بايديهم احسسنا فعلا وقتها ان مصر ملكنا و لسنا عبيد فيها كما عودنا النظام السابق و لكننا للأسف عدنا الان الى اليأس والى الاحباط و كسر الامل لماذا؟ بسبب سياسة التسويد ....
لماذا لا ننظر لليابانيين و نتعلم منهم؟
بعد الزلزال المدمر الذى اصاب اليابان و الذى كانت اضراره بالنسبة لهم فى يوم واحد تفوق اضرار ثورة مصر فى الخمس شهور الماضية عشرات المرات ... عاد اليابانيون للعمل و كلهم أمل و حماس لبناء اقتصادهم من جديد ... عادوا ليعملوا بكل جد حتى انهم اطلقوا دعوة للعمل ساعتين اضافيتين فى كل اليابان يوميا بدون مقابل و بالفعل اشترك فيها الجميع ... هم يريدون فعلا بناء اليابان من جديد و برغم من ان هناك مدينة كاملة دمرت عن بكرة ابيها الا انهم لم ينظروا خلفهم و لم يجلسوا على الفيس و تويتر يندبون حظهم و يتبعون سياسة التسويد لاحباط الناس بل عادوا بكل قوة لاعمالهم
و برغم من خطورة الاشعاع النووى المعروف لم يستجب خمسون عامل من عمال المفاعل النووى الى اوامر الاخلاء و ظلوا فى المفاعل ينقلون ماء البحر يدويا ليبردوه و ضحوا بانفسهم علهم يكونوا سبب فى انقاذ اخرين .
أين هذه الروح ؟! و لماذا اختفت من مصر رغم اننا شاهدناها جلية واضحة فى التحرير؟؟!! لماذا استسلمنا لتهديدات النظام السابق و استسلمنا للاحباط؟؟
لم اكن اتمنى فعلا بعد الثورة ان اكتب مقالى هذا بل بالعكس خشيت بعد سقوط مبارك و تنحيه الا اجد ما اكتبه و ما انتقده بعدما شاهدت الروح العالية فى التحرير و لكننى و لاول مرة الان أكون حزين فعلا لانى أجد ما اكتبه ..!!
ما اتمناه الان فعلا ان نعود لروح ميدان التحرير التى غيرت وجه مصر لفترة للاسف لم تكن طويلة و لكنها اثرت فعلا حتى اننا شاهدنا تأثيرها على الغرب و كيف غير نظرته الينا و اندهش مما فعلناه ... و لكننا للاسف اطفأنا حماسنا فورا و أثرت علينا سياسة التسويد و بدأنا جميعا نستخدمها و كأننا نقول للنظام السابق "عنك انت احنا هنقوم بالواجب و نقتل الثورة" ...
لا أعلم كيف استطيع ان ادعو الناس الى العودة لنفس روح الأمل التى شاهدناها و التى اذا استمرت ربما كان لمصر شأن أخر الان و لكننى اجزم ان ما نعانيه الان فى مصر من فوضى و فتنة و غيرها من المشاكل هو نتيجة التخلى عن روح الامل و البناء و القاء اللوم دائما على المختلفين معنا فكريا و الاستسلام لسياسة التسويد التى لو استمرت يبقى فعلا هنسقط فى الهاوية و مش هتقوملنا قومة تانى ...!!!!
ايه ده انا كمان بسود الدنيا فى وشكم اهه مش كده؟!!!
لا طبعا هتقوملنا قومة بس لما نتمسك بالامل لسبب بسيط اوى .. عندما كانت مصر تمر بأيام سوداء زمان كانت نسبة الجهل أكثر بكثير من الان و مع ذلك كانت بتقوم تانى و بترجع قوية
أما مصر الان فمعظم شبابها متعلمين دكاترة و مهندسين و علماء ذرة و كمبيوتر و علماء دين .. يعنى عندنا المحرك الاساسى الذى يمكن ان يبنى أمة كاملة من الصفر و هو العلم ألن نستطيع بكل علمنا أن نحافظ على مصر و نتقدم بها؟؟!! اكيد هنقدر بس عاوزين نتخلى عن سياسة التسويد .
احب فى النهاية اجاوب على سؤال "رخم قوى" بيسأله كل من يتبع سياسة التسويد الان و هو "مصر رايحة على فين؟" و انت مالك يا سيدى هى مراتك ؟!! دى حاجة غريبة اوى و مع ذلك هقولك مصر رايحة على فين ..
مصر دلوقتى عاملة زى شخص كان محبوس لمدة 30 سنة و ايده و رجله مربوطين مش قادر يتحرك و فجأة تحرر من قيوده بالتأكيد انه اول ما هيمشى هيتخبط شوية لانه متكتف من فترة كبيرة بس هيحاول و بعد فترة بسيطة هيقدر و هيرجع يمشى طبيعى زى الناس و هيكون سجنه مجرد ذكرى سيئة فى حياته فقط ...
مصر رايحة على مستقبل مشرق ان شاء الله لكن بعيدا عن التسويد الله يخليكم ....
توقيع : صعيدى من مصر