بقلم : محمود عبد الحفيظ
حاتم ليس من شهداء الثورة عليهم رحمة الله جميعا ... حاتم شاب توفى من سنتين تقريبا و كان فى اواخر العشرينات من عمره
حاتم رحمه الله كنت على معرفة شخصية به و اقابله كثيرا لانه ابن خالة صديقى و يسكن فى نفس بيته فى منطقة شعبية و كنت ازور صديقى هذا كثيرا و التقى بحاتم دائما ...
حاتم كان انسان عالى الخلق قليل الكلام اذا جلس معنا يظل صامتا لا احد يعرف ما كان يدور فى ذهنه و قلما يتحدث او يعلق على شىء
حاتم بعد ان انهى دراسته ظل يبحث عن عمل دون جدوى .. لم يستسلم حاتم بسهولة للبطالة ولكننى كنت اشاهده يعمل احيانا فى بقالة قريبة من منزله او اعمال اخرى بسيطة بدل من ان يجلس عاطل و لكنه كان محطما نفسيا و معنويا و اعتقد انه كان يبحث عن اى فرصة للخروج من مصر و العمل فى الخارج و لكنه لم يستطع نظرا لضيق اليد...
طبعا كلكم الان تريدون ان تعرفوا كيف توفى رحمه الله؟
حاتم اصيب بمرض نفسى حاد بسبب فقده الامل فى كل شىء و كان صمته هذا من اعراض المرض الذى لم نكن نعرفه ...
حاتم اصابه الاكتئاب و تطور الى مرض نفسى و بالطبع فى مصر انت تذهب للدكتور فقط عندما تكون حالة خطرة جدا قاربت الوفاة اما فى الاحوال العادية يعتمد الناس على العلاج البدائى نظرا للتكاليف الباهظة للعلاج بالنسبة للمواطن البسيط فما بالك بالمرض النفسى؟
لن يفكر احدا اصلا ان يراجع اى دكتور نفسى فى ظل الحياة التى كان يعيشها المواطن البسيط المطحون
و بالفعل تطور المرض مع حاتم رحمه الله و اصبح معقدا و تحول الى شعور بالاضطهاد و ان الناس جميعم يكرهونه ...
و صل حاتم لدرجة من المرض اصبح خلالها يتحدث مع نفسه و يتهم كل من حوله بانهم يكرهونه حتى امه ...
عندما وصل الى هذه المرحلة اصطحبه اهله الى الطبيب الذى اقر ان حاتم يعانى من مرض نفسى و اكتئاب حاد و ان عنده عقدة بان الجميع يضطهده و يكرهه
بعدها بعدة ايام صعد حاتم فوق سطوح بيته و القى بنفسه الى الشارع ....
مات حاتم رحمه الله فى الحال
عندما علمت ما حدث لحاتم لم اتمالك نفسى من البكاء و لعدة ايام ...
ذهبت لبعض المشايخ لسؤالهم عن حالة حاتم و هل يعتبر برغم مرضه منتحرا و قد اكد لى المشايخ الافاضل ان المريض النفسى غير مسؤول عن تصرفاته و اوصونى بالدعاء له و قراءة القرءان و ان شاء الله يكون من الناجين ... الله يرحمك يا حاتم
اعرف ان هذا قدره رحمه الله و لكن لو كان حاتم قد احس ببارقة امل او وجد وظيفة توفر له راتب آدمى يمكنه من ان يتزوج و يفتح بيت مثل اى شخص طبيعى هل كانت حياته ستنتهى هكذا؟
سؤالى الأهم الأن الى كل من ما زال يدافع عن النظام السابق و يتمنى عودته... لو كان ما حدث لحاتم قد حدث لابنك او جارك او صديقك نتيجة فقده الامل فى ان يجد فرصة كريمة يعيش بها فى بلده كنت ستظل تدافع عن النظام السابق هكذا؟
لا تظن ان حاتم هو الوحيد الذى يعانى من اكتئاب و اضطهاد ... آلاف الشباب مثل حاتم تخرجوا من جامعاتهم كلهم امال تحطمت كلها على صخور الواقع المرير الذى عاشته البلاد ...
بعضهم كانت نهايته مأساوية مثل حاتم و بعضهم بدلا من أن يقتلوا انفسهم قتلوا أخرين بهدف السرقة و تحولوا الى مجرمين و بعضهم تحولوا الى بلطجية يقطعون الطريق و أغلبهم اتجه للمخدرات و أصبح مدمنا ...
للأسف السرقة و نهب الأموال و الظلم الاجتماعى الذى كان ينتهجه النظام السابق لم يكن يؤثر فقط على الاقتصاد بل كان كان يؤثر على الناس نفسيا و اجتماعيا و صحيا ...
النظام السابق خلف لنا ألاف مثل حاتم رحمه الله علينا ان نحتويهم و نعيد لهم الأمل فى الحياة و هى مهمة ليست سهلة و لن تتحقق الا اذا حققنا العدالة الاجتماعية فعلا على ارض الواقع ..
لقد بدأنا اولى خطوات التغيير و يجب علينا ان نستمر حتى نغير النظام فعليا ليس فقط بتغيير الاشخاص و لكن بتغيير الأفكار و المعتقدات و قتها سيعود الأمل فعلا الى الناس ...
نسأل الله أن يرحم مصر و أبنائها و يرزقهم الحاكم الصالح
و أرجو منكم الدعاء لحاتم بالرحمة و قراءة الفاتحة له و لشهداء الثورة و امواتنا جميعا
حاتم ليس من شهداء الثورة عليهم رحمة الله جميعا ... حاتم شاب توفى من سنتين تقريبا و كان فى اواخر العشرينات من عمره
حاتم رحمه الله كنت على معرفة شخصية به و اقابله كثيرا لانه ابن خالة صديقى و يسكن فى نفس بيته فى منطقة شعبية و كنت ازور صديقى هذا كثيرا و التقى بحاتم دائما ...
حاتم كان انسان عالى الخلق قليل الكلام اذا جلس معنا يظل صامتا لا احد يعرف ما كان يدور فى ذهنه و قلما يتحدث او يعلق على شىء
حاتم بعد ان انهى دراسته ظل يبحث عن عمل دون جدوى .. لم يستسلم حاتم بسهولة للبطالة ولكننى كنت اشاهده يعمل احيانا فى بقالة قريبة من منزله او اعمال اخرى بسيطة بدل من ان يجلس عاطل و لكنه كان محطما نفسيا و معنويا و اعتقد انه كان يبحث عن اى فرصة للخروج من مصر و العمل فى الخارج و لكنه لم يستطع نظرا لضيق اليد...
طبعا كلكم الان تريدون ان تعرفوا كيف توفى رحمه الله؟
حاتم اصيب بمرض نفسى حاد بسبب فقده الامل فى كل شىء و كان صمته هذا من اعراض المرض الذى لم نكن نعرفه ...
حاتم اصابه الاكتئاب و تطور الى مرض نفسى و بالطبع فى مصر انت تذهب للدكتور فقط عندما تكون حالة خطرة جدا قاربت الوفاة اما فى الاحوال العادية يعتمد الناس على العلاج البدائى نظرا للتكاليف الباهظة للعلاج بالنسبة للمواطن البسيط فما بالك بالمرض النفسى؟
لن يفكر احدا اصلا ان يراجع اى دكتور نفسى فى ظل الحياة التى كان يعيشها المواطن البسيط المطحون
و بالفعل تطور المرض مع حاتم رحمه الله و اصبح معقدا و تحول الى شعور بالاضطهاد و ان الناس جميعم يكرهونه ...
و صل حاتم لدرجة من المرض اصبح خلالها يتحدث مع نفسه و يتهم كل من حوله بانهم يكرهونه حتى امه ...
عندما وصل الى هذه المرحلة اصطحبه اهله الى الطبيب الذى اقر ان حاتم يعانى من مرض نفسى و اكتئاب حاد و ان عنده عقدة بان الجميع يضطهده و يكرهه
بعدها بعدة ايام صعد حاتم فوق سطوح بيته و القى بنفسه الى الشارع ....
مات حاتم رحمه الله فى الحال
عندما علمت ما حدث لحاتم لم اتمالك نفسى من البكاء و لعدة ايام ...
ذهبت لبعض المشايخ لسؤالهم عن حالة حاتم و هل يعتبر برغم مرضه منتحرا و قد اكد لى المشايخ الافاضل ان المريض النفسى غير مسؤول عن تصرفاته و اوصونى بالدعاء له و قراءة القرءان و ان شاء الله يكون من الناجين ... الله يرحمك يا حاتم
اعرف ان هذا قدره رحمه الله و لكن لو كان حاتم قد احس ببارقة امل او وجد وظيفة توفر له راتب آدمى يمكنه من ان يتزوج و يفتح بيت مثل اى شخص طبيعى هل كانت حياته ستنتهى هكذا؟
سؤالى الأهم الأن الى كل من ما زال يدافع عن النظام السابق و يتمنى عودته... لو كان ما حدث لحاتم قد حدث لابنك او جارك او صديقك نتيجة فقده الامل فى ان يجد فرصة كريمة يعيش بها فى بلده كنت ستظل تدافع عن النظام السابق هكذا؟
لا تظن ان حاتم هو الوحيد الذى يعانى من اكتئاب و اضطهاد ... آلاف الشباب مثل حاتم تخرجوا من جامعاتهم كلهم امال تحطمت كلها على صخور الواقع المرير الذى عاشته البلاد ...
بعضهم كانت نهايته مأساوية مثل حاتم و بعضهم بدلا من أن يقتلوا انفسهم قتلوا أخرين بهدف السرقة و تحولوا الى مجرمين و بعضهم تحولوا الى بلطجية يقطعون الطريق و أغلبهم اتجه للمخدرات و أصبح مدمنا ...
للأسف السرقة و نهب الأموال و الظلم الاجتماعى الذى كان ينتهجه النظام السابق لم يكن يؤثر فقط على الاقتصاد بل كان كان يؤثر على الناس نفسيا و اجتماعيا و صحيا ...
النظام السابق خلف لنا ألاف مثل حاتم رحمه الله علينا ان نحتويهم و نعيد لهم الأمل فى الحياة و هى مهمة ليست سهلة و لن تتحقق الا اذا حققنا العدالة الاجتماعية فعلا على ارض الواقع ..
لقد بدأنا اولى خطوات التغيير و يجب علينا ان نستمر حتى نغير النظام فعليا ليس فقط بتغيير الاشخاص و لكن بتغيير الأفكار و المعتقدات و قتها سيعود الأمل فعلا الى الناس ...
نسأل الله أن يرحم مصر و أبنائها و يرزقهم الحاكم الصالح
و أرجو منكم الدعاء لحاتم بالرحمة و قراءة الفاتحة له و لشهداء الثورة و امواتنا جميعا
توقيع : صعيدى من مصر