الدموى-قراطية
بقلم : محمود عبد الحفيظ
فعلا العنوان صحيح كما قرأته "الدموى-قراطية" و هى للأسف ليست غلطة مطبعية او استبدال غير مقصود للحروف ولكنها واقع مرير نعيشه الان فى مصر ...
لقد قمنا بثورة لاسقاط نظام ديكتاتورى فاسد و دعينا جميعا للديموقراطية و بعد سقوط النظام لم ننتظر كثيرا لنبدأ معارك الركوب على السلطة و حولنا حلمنا بالديموقراطية الى واقع مرير من الدموى-قراطية حيث اصبحت دماء المصريين تسيل بكل سهولة فى الشارع على ايدى اخوانهم المصريين للاسف ...
و أصبح صديق الميدان بالامس و الذى كنا نتغنى معا شعر الشابى "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" قد اصبح عدو اليوم وكل ذلك لاننا فقط نختلف معا فى الرأى و تحولنا الى النقيض و لسان حالنا ينشد "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب البقر" !!!
الديموقراطية هى ان اختلف معك فى الرأى لكنى مستعد ان اضحى بحياتى حتى تستطيع انت التعبير عن رأيك ... ولكن ما وصلنا اليه الأن اننى اضحى بحياتك حتى لا تعبر عن رأيك وهذه هى الدموى-قراطية وتستطيع تسميتها ايضا الديكتاتورية الدموية ...
من المسؤول اذا عما وصلنا له؟ ومن استطاع تفتيت كتلة الميدان التى لم يستطيع العادلى بكل اسلحته الغازية و المطاطية و الحية تفتيت اى جزء منها؟؟!!! هل هى غنائم الثورة و هل نحن امام غزوة أحد جديدة؟؟
من وجهة نظرى المتواضعة ان كل ما نعانيه الأن من تفتت قد تم بسبب استفتاء 19-3 و اعتقد ان هذا الاستفتاء هو سبب تفتت الثورة و سبب الفتنة الطائفية و سبب كل ما نعانيه من دموية و ما سنعانيه بعد ذلك ايضا !!!
هل ستسأل ما علاقة الاستفتاء بكل هذا؟ سأجيبك ...
لقد ظلت مطالب الميدان واضحة و قوية يتفق عليها الجميع من البداية و هى اسقاط النظام و تطهير الفساد و عمل دستور جديد للبلاد يكفل آدمية المواطن و الغاء العمل بقانون الطوارىء ...
حتى جاء لنا هذا الاستفتاء فجأه لترقيع دستور 71 و تعديل 9 مواد منه ليس من بينهم المادة الثانية و التى تنص على التشريع الاسلامى .. حين جاء الاستفتاء لاحت فى الأفق للاخوان و هم جزء أصيل من المجتمع المصرى أولى الغنائم فبتعديل الدستور ستأتى الانتخابات مبكرا مما يعنى فرصة ذهبية للسيطرة على مجلس الشعب و لم يتوانى الاخوان فى النزول سريعا من على جبل رماة أحد و ترك الميدان و مطالبه و اللهث وراء الغنيمة الكبرى و كرسوا كل الجهد لاقناع الناس ان "نعم" هى مفتاح الجنة و "لا" هى الطريق الى النار ...
و كرد فعل طبيعى لاقباط مصر و الذين تخوفوا من سيطرة الاخوان على المجلس ان يعلنوها صراحة "لا" يعنى "لا" و اعتقد ان هذه كانت بذرة الطائفية فمعظم من ذهب للاستفتاء ذهب بدافع دينى و من هنا ايضا ظهرت مسميات اخرى بين الناس و بدأوا يتداولون مصطلحات الدولة الدينية ام العلمانية ام المدنية و زاد التفتت فى الأراء و زادت الفرقة ...
و اصبح المعارضون يحاولون تذكير الجميع بان تغيير الدستور كان مطلب اساسى و من هنا جاء التفتت الاكبر للدستور اولا ام الانتخابات اولا و اصبح الشارع منقسم لأراء عدة و ازدادت الحدة و اصبحت تهم الخيانة و العمالة توزع على الجميع دون استثناء حتى وصلت الأمور للدموية سواء كانت طائفية او سياسية و أصبحت دماء المصريين تسال فى كل مناسبة و كأنها مياه غازية ...
و أصبح الجميع عندما يتكلم يستخدم نتيجة الاستفتاء فالبعض يقول لقد قال الشعب كلمته تأيدا للمجلس العسكرى و الاخر يقول لقد أيد 77% الدولة الدينية و عند كل اختلاف يقال نحن الاغلبية نحن من قال نعم فى الاستفتاء كل هذا برغم ان الاستفتاء كان على 9 مواد فى الدستور لم يقرأها معظمنا حتى و المحزن ان الاعلان الدستورى الذى تم بعد الاستفتاء نزل بأكثر من 50 مادة و كان بينها تعديلات جديدة فى ال9 مواد التى استفتى فيهم الشعب و هذا يلغى الاستفتاء بصورة كلية لان الاصل فى الاستفتاء هو تعديل 9 مواد من دستور 71 مع الاحتفاظ بشرعية الدستور و ليس لالغائه و عمل اعلان دستورى بمواد جديدة !!...
و من هنا بدأت تتفرق الآراء ومن هنا بدأت تتشتت الأفكار و من هنا بدأت تهم الخيانة تلتصق بالجميع و بدلا من ان ندافع عن الديموقراطية اصبحنا نقتل بعضنا ظنا منا اننا فى الطريق الصحيح للديموقراطية فأصبحنا كالدبة التى قتلت صاحبها لحبها له او كالقطة التى اكلت اطفالها لتحميهم فنحن بالمثل نتقاتل و تسيل دمائنا من اجل الوصول الى الديموقراطية المزعومة.....
مجلسنا الموقر نكن لكم كل الاحترام و لكن دماء المصرى ليست رخيصة و من مات نتيجة العنف الطائفى او السياسى نحتسبه عند الله هو الأعلم به و الأعلم فيمن سيقتص له يوم لا تنفع سلطة او مال و لا يبقى الا العمل الصالح ...
ادعو الله ان يهدينا جميعا و يولى علينا خيارنا و ان يعصم دماء المصريين و ادعو الله بأن تمر جمعة الهوية بسلام حقنا لدماء المصريين و ان نعلم جميعا ان هويتنا هى مصر فقط لا غير ....
بقلم : محمود عبد الحفيظ
فعلا العنوان صحيح كما قرأته "الدموى-قراطية" و هى للأسف ليست غلطة مطبعية او استبدال غير مقصود للحروف ولكنها واقع مرير نعيشه الان فى مصر ...
لقد قمنا بثورة لاسقاط نظام ديكتاتورى فاسد و دعينا جميعا للديموقراطية و بعد سقوط النظام لم ننتظر كثيرا لنبدأ معارك الركوب على السلطة و حولنا حلمنا بالديموقراطية الى واقع مرير من الدموى-قراطية حيث اصبحت دماء المصريين تسيل بكل سهولة فى الشارع على ايدى اخوانهم المصريين للاسف ...
و أصبح صديق الميدان بالامس و الذى كنا نتغنى معا شعر الشابى "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" قد اصبح عدو اليوم وكل ذلك لاننا فقط نختلف معا فى الرأى و تحولنا الى النقيض و لسان حالنا ينشد "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب البقر" !!!
الديموقراطية هى ان اختلف معك فى الرأى لكنى مستعد ان اضحى بحياتى حتى تستطيع انت التعبير عن رأيك ... ولكن ما وصلنا اليه الأن اننى اضحى بحياتك حتى لا تعبر عن رأيك وهذه هى الدموى-قراطية وتستطيع تسميتها ايضا الديكتاتورية الدموية ...
من المسؤول اذا عما وصلنا له؟ ومن استطاع تفتيت كتلة الميدان التى لم يستطيع العادلى بكل اسلحته الغازية و المطاطية و الحية تفتيت اى جزء منها؟؟!!! هل هى غنائم الثورة و هل نحن امام غزوة أحد جديدة؟؟
من وجهة نظرى المتواضعة ان كل ما نعانيه الأن من تفتت قد تم بسبب استفتاء 19-3 و اعتقد ان هذا الاستفتاء هو سبب تفتت الثورة و سبب الفتنة الطائفية و سبب كل ما نعانيه من دموية و ما سنعانيه بعد ذلك ايضا !!!
هل ستسأل ما علاقة الاستفتاء بكل هذا؟ سأجيبك ...
لقد ظلت مطالب الميدان واضحة و قوية يتفق عليها الجميع من البداية و هى اسقاط النظام و تطهير الفساد و عمل دستور جديد للبلاد يكفل آدمية المواطن و الغاء العمل بقانون الطوارىء ...
حتى جاء لنا هذا الاستفتاء فجأه لترقيع دستور 71 و تعديل 9 مواد منه ليس من بينهم المادة الثانية و التى تنص على التشريع الاسلامى .. حين جاء الاستفتاء لاحت فى الأفق للاخوان و هم جزء أصيل من المجتمع المصرى أولى الغنائم فبتعديل الدستور ستأتى الانتخابات مبكرا مما يعنى فرصة ذهبية للسيطرة على مجلس الشعب و لم يتوانى الاخوان فى النزول سريعا من على جبل رماة أحد و ترك الميدان و مطالبه و اللهث وراء الغنيمة الكبرى و كرسوا كل الجهد لاقناع الناس ان "نعم" هى مفتاح الجنة و "لا" هى الطريق الى النار ...
و كرد فعل طبيعى لاقباط مصر و الذين تخوفوا من سيطرة الاخوان على المجلس ان يعلنوها صراحة "لا" يعنى "لا" و اعتقد ان هذه كانت بذرة الطائفية فمعظم من ذهب للاستفتاء ذهب بدافع دينى و من هنا ايضا ظهرت مسميات اخرى بين الناس و بدأوا يتداولون مصطلحات الدولة الدينية ام العلمانية ام المدنية و زاد التفتت فى الأراء و زادت الفرقة ...
و اصبح المعارضون يحاولون تذكير الجميع بان تغيير الدستور كان مطلب اساسى و من هنا جاء التفتت الاكبر للدستور اولا ام الانتخابات اولا و اصبح الشارع منقسم لأراء عدة و ازدادت الحدة و اصبحت تهم الخيانة و العمالة توزع على الجميع دون استثناء حتى وصلت الأمور للدموية سواء كانت طائفية او سياسية و أصبحت دماء المصريين تسال فى كل مناسبة و كأنها مياه غازية ...
و أصبح الجميع عندما يتكلم يستخدم نتيجة الاستفتاء فالبعض يقول لقد قال الشعب كلمته تأيدا للمجلس العسكرى و الاخر يقول لقد أيد 77% الدولة الدينية و عند كل اختلاف يقال نحن الاغلبية نحن من قال نعم فى الاستفتاء كل هذا برغم ان الاستفتاء كان على 9 مواد فى الدستور لم يقرأها معظمنا حتى و المحزن ان الاعلان الدستورى الذى تم بعد الاستفتاء نزل بأكثر من 50 مادة و كان بينها تعديلات جديدة فى ال9 مواد التى استفتى فيهم الشعب و هذا يلغى الاستفتاء بصورة كلية لان الاصل فى الاستفتاء هو تعديل 9 مواد من دستور 71 مع الاحتفاظ بشرعية الدستور و ليس لالغائه و عمل اعلان دستورى بمواد جديدة !!...
و من هنا بدأت تتفرق الآراء ومن هنا بدأت تتشتت الأفكار و من هنا بدأت تهم الخيانة تلتصق بالجميع و بدلا من ان ندافع عن الديموقراطية اصبحنا نقتل بعضنا ظنا منا اننا فى الطريق الصحيح للديموقراطية فأصبحنا كالدبة التى قتلت صاحبها لحبها له او كالقطة التى اكلت اطفالها لتحميهم فنحن بالمثل نتقاتل و تسيل دمائنا من اجل الوصول الى الديموقراطية المزعومة.....
مجلسنا الموقر نكن لكم كل الاحترام و لكن دماء المصرى ليست رخيصة و من مات نتيجة العنف الطائفى او السياسى نحتسبه عند الله هو الأعلم به و الأعلم فيمن سيقتص له يوم لا تنفع سلطة او مال و لا يبقى الا العمل الصالح ...
ادعو الله ان يهدينا جميعا و يولى علينا خيارنا و ان يعصم دماء المصريين و ادعو الله بأن تمر جمعة الهوية بسلام حقنا لدماء المصريين و ان نعلم جميعا ان هويتنا هى مصر فقط لا غير ....
توقيع : صعيدى من مصر