بقلم : محمود عبد الحفيظ
بما أننا كنا فى عهد الرئيس المخلوع من الثمان دول الصناعية الأولى على العالم و الثورة وقفت الحال و صادرات مصر التى كانت تجتاح جميع أسواق العالم قد جفت تماما حتى أصبحت الدول الاوروبية فى حال يرثى لها من قلة المنتج المصرى بعد الثورة !!
و بما أن نسبة الفقر ازدادت لتصبح 65% فى يوم وليلة فقط بعد الثورة بعد ان كان الجميع يشتكى فى مصر من الغنى الفاحش و كثرة الأموال لدرجة أن الناس من كثرة الأموال زهدوها !!
و بما أن الحياة فى عهد الرئيس المخلوع كانت مزدهرة بالحرية و الكرامة و الديموقراطية !!
و بما أن نسبة الانتحار ازدادت بطريقة ملحوظة فى عهد النظام البائد نتيجة لقلة المشاكل !!
و بما أن حرية التعبير و حرية الرأى كانت مكفولة للجميع دون أى قيود
و بما أننا تمتعنا بما فيه الكفاية فى عهد الرئيس المخلوع حتى زهدنا الحياة نفسها !!
فماذا سيحدث اذا توقفت هذه الرفاهية الضخمة لبعض الوقت لنجرب التغيير فلقد مللنا العز و الغنى و نشتاق لبعض المعاناة ..
لقد مللنا الاستقرار و الأمن و الأمان الذى كان يمتعنا به النظام السابق ..
فكنا نعيش بدون بلطجية اطلاقا فقررنا ان نتستورد بعض البلطجية من بلاد أخرى ليزعزعوا امننا قليلا و بما ان انظمة الدول الاخرى التى تشجع الجهل و الظلم و البطالة و القهر و كلها عوامل صحية لتفريخ بلطجية محترفين فلنستورد منهم شوية و لنقم بثورة لزعزعة الامن و لتكن الثورة ممولة من امريكا ب 50 دولار ووجبة كنتاكى برغم أننا من المفترض لا نحتاج للاموال نظرا للغنى الفاحش الذى تعيشه البلاد ولكن ميضرش .. و لنتفق مع ايران ايضا و حزب الله و اسرائيل ليمولوا لنا هذه الثورة التى ستقسم ظهر البلاد و ستقلل من ازدهارها و ستجعلها ترجع من المركز الاول وسط الدول الصناعية الى المركز العاشر !!!!
فلنسترح قليلا من الغنى الفاحش و لنغير و لنجرب معاناة الفقراء فى الدول الأخرى و هذه سنة فلقد خلق الله شهر رمضان حتى يتذوق الغنى جوع الفقير و يشعر به !!!
فلنجرب على الاقل حلاوة التغيير .. نريد أن نختار شخص سىء بأنفسنا فيسقينا الذل و نترحم على محاسن النظام البائد مفيش مشكلة و لكنه على الأقل تغيير ...
كل ما قلته هذا درب من الخيال فما بالك و نحن دولة فيها اكثر من 65% من الشعب فعلا لا يجد قوت يومه و استشرى فيها الفساد ليأكل كل شىء و تحول فيها اللون الأبيض الى الأسود .. و انتشر فيها الجهل و الظلم و القهر و البلطجة ..ماذا سيحدث لنا و ماذا سيصيبنا و نحن أصلا فى أسوء حال؟؟
لا تقنعنى بأن عهد الرئيس المخلوع قد خلى من البلطجة بل كانت هناك الكثير من الحوادث و معظمها تحدث تحت مرأى و مسمع من الشرطة و لكن الاعلام الفاسد لم يظهر منها الا القليل اما الان فالحوادث موجودة تحت مرأى و مسمع الشرطة ايضا و لكن الاعلام ينقل كل شىء و بصورة سوداوية ليحاول قتل الثورة و صب الطابع الكريه لها عند الناس ..
كم من المشاجرات كنا نشاهدها يوميا بالاسلحة البيضاء فى المناطق العشوائية و لم نسمع فى الاعلام شيئا عنها و كانوا يحاولون اظهار الجوانب الجميلة فقط ام الان فكم من المشاجرات نسمع عنها فى الاعلام رغم صغر شأنها و سخافتها !!!
خير دليل على التضليل الاعلامى يمكنك مشاهدة خبر مقتل خالد سعيد من الاعلامى خيرى رمضان ستعرف بنفسك كيف كانت الحقائق تزيف و كيف كانت سمعة الشرفاء تشوه و كيف كان يعامل الناس و كيف لم يسلم حتى الموتى من الظلم و القهر و التلويث !!
فكر ولو مرة واحدة فقط ان شخص مثل خالد سعيد قتل بهذه الوحشية و ظلم و تشوهت سمعته حتى بعد قتله .. حتى اذا كان مذنبا فهل يستحق القتل بهذه الطريقة؟ اعتبره أخوك او ابن عمك فهو كذلك بالفعل لانه مصرى مثلى و مثلك و كلنا تجمعنا فى النهاية اصول واحدة ..
اعتبره ابنك و فكر هل كنت ستطالب باهدار حقه حتى يعود الامن و الاستقرار المباركى المزعوم؟
اذا خرج ابنك او اخوك يوم 25 يناير مطالبا بعيش حرية عدالة اجتماعية و قتل هل كنت ستفكر الان بعجلة الانتاج التى تهالكت و اصبحت حطاما فى عهد مبارك؟؟
هل لو كنت تعمل عامل فى مصنع تتقاضى 400 جنيه شهريا ولا تستطيع شراء الخبز حتى و خرج زملائك مطالبين بعيشة آدمية هل كنت ستمنعهم مطالبا اياهم بالتفكير فى خسائر البرصة و السياحة ام كنت ستخرج معهم صارخا غاضبا تريد حلا لمعاناتك؟؟
فى النهاية سأقول لك شيئا واحدا حاول ان تفكر فيه ..هناك بعض الناس يساومون أهالى الشهداء على قبول دية فى ابنائهم قدرها 500 الف جنيه من الضباط القتلة فهل يملك كل ظابط منهم 500 الف جنيه ليدفعها؟ و هناك من قتل اكثر من شخص هل يملك ان يدفع لكل أهل قتيل 500 الف جنيه؟
امين الشرطة المحكوم عليه بالاعدام يساوم اهالى الشهداء ليدفع لكل منهم 200 الف جنيه و هو قد قتل 18 شخص فهل يملك أمين شرطة هذه الأموال؟ الاجابة المنطقية بالطبع لا اذا فهى اموال الدولة ستأخذ من المال العام باى شكل من الاشكال للدفاع عن القتلة فى نفس الوقت الذى قررت فيه الدولة صرف 5000 جنيه لاهل كل شهيد تعويض لان الميزانية لا تسمح بأكثر من ذلك!!!!!
لن أعلق و سأترك لك التعليق و اريد ان اعرف فى النهاية هل مازلت مصر ان مظاهرات التحرير المطالبة بحق الشهداء و حقى و حقك فى عيشة كريمة وحياة آدمية تعطل عجلة الانتاج و تهدد الاستقرار ام تطالب بترميم ما تبقى من عجلة الانتاج و الاتجاه نحو الامن و الاستقرار الحقيقى للبلاد؟؟!!
توقيع : صعيدى من مصر
انا مع الثورة و لكن...
ردحذفمنذ البداية و الثورة اجهضت و ذلك لسبب عدم وجود قيادة موحدة .. الان تبدء الثورة من جديد و الكارثة واضحة لاى واحد نزل ميدان التحرير .. كل طرف له منصة مختلفة و الصيد في المياه العكرة واضح من مؤيدي المرشحين و هنا اختلاف الرأي يقتل القضية ... وحدوا الصفوف و لابد من مجلس لقيادة الدولة و يحكم فعليا حتي ظهور بشاير الحياة السياسية و لابد من وضع قيم من مجلس الثورة محل الوزارء في كل وزارة ...
و الاستعانة بالعلماء و اهل الخبرة و رجال الاعمال الشرفاء لتسيير حال البلد ...
عذرا للمجلس العسكري فما هو عسكري يعارض ما هو مدني و هدف المجلس العسكري ارساء حالة الاستقرار و هو هدف رائع و لكن الواضح ان النوايا الحسنة لا تكفي ... لابد من من مجلس مدني للحكم يدعمه المجلس العسكري ... و كفاية خوف و رعب من المجلس العسكري