WNR

WNR
World News Reader

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

مسيحيون بين شهداء ثورة مصر


مسيحيون بين شهداء ثورة مصر







المسيحيون أقاموا قداسهم بميدان التحرير في إشارة إلى حقيقة الوحدة بين جميع أطياف المجتمع المصري (الجزيرة)





لم يقتصر تقديم الشهداء في الثورة المصرية على المسلمين فقط، إذ كان هناك شهداء بين الشباب المسيحي الذي شارك فيها، ليختلط دم المسيحي والمسلم، في مشهد بديع جديد من مشاهد تلك الثورة.



كانت مفاجأة أن يعلن الإعلامي حسين عبد الغني في احتفالية "يوم الشهيد" يوم الأحد الماضي من على منصة الاحتفال أن أحد شهداء الثورة شاب مسيحي الديانة هو "مينا ناجي" الذي توفي إثر تعرضه لثلاثين شظية من رصاص قوات الأمن التي اعتدت على المتظاهرين في الميدان.



مفاجآت

لم يكن "مينا" هو المسيحي الوحيد الذي يقتل في أرض الميدان، ذلك أن هناك مسيحيا آخر هو "فؤاد سليمان أسعد عبد الملاك" اُستشهد أيضا إثر تعرضه لثلاث رصاصات في الصدر وأسفل الظهر والقدم اليسرى، بحسب صديقه أحمد الذي وضع على صدره لافتة تتحدث عن "مينا" الذي شارك في الثورة باعتبارها ثورة كل المصريين.



ويبدو أن الأيام المقبلة سوف تكشف المزيد من المفاجآت فيما يتعلق بإسهام المسيحيين في الثورة المصرية سواء على مستوى الشهداء أو المصابين أو حتى المشاركين.





صورة أحد الشهداء بالميدان (الجزيرة نت)

ميدان الشهداء

إلى ذلك تنتشر مطالبات ولافتات عدة في ميدان التحرير حاليا بتغيير اسمه إلى "ميدان الشهداء" وفاء لدمائهم التي سالت على أرضه جراء محاولة قمع الثورة.



وتؤجج دماء الشهداء الذين سقطوا برصاص الأمن في الميدان وسائر المحافظات حاليا نيران الغضب في نفوس المعتصمين، وتضيف حافزا إضافيا لإصرارهم على عدم مغادرة ميدان التحرير إلا بعد القصاص لذويهم.



أحمد يوسف يروي للجزيرة نت أن أخاه حمادة (25 عاما)، وهو خريج كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، استشهد يوم الأربعاء الماضي إثر إطلاق أربع رصاصات عليه من قبل أحد القناصة قرب ميدان عبد المنعم رياض ليلا، وهو الأمر الذي أثر على والدته، فدخلت المستشفى بعد أن أصابها المرض نتيجة الحزن.



يتابع أحمد أنه لم يتبق على زواج شقيقه الشهيد سوى سبعة أيام فقط، ويضيف "لم يكن لي أي مشاركة في المظاهرات، لكن حمادة جذبني للمشاركة فيها قائلا" اعمل حسنة في حياتك، فاستجبت له"، ويضيف "الثأر الآن شخصي بيني وبين النظام.. وإن شاء الله آخذ حقه من القتلة".



علي حسن علي مهران (32 عاما)، محام ومتزوج ولديه ولدان وزوجته حامل بالطفل الثالث، يتحدث عنه عمه محمد زهران للجزيرة نت قائلا إنه كان يدافع عن المعتصمين يوم الأربعاء عندما تعرض لرصاص من أحد القناصة قرب فندق رمسيس هيلتون بميدان عبد المنعم رياض، لينتقل إلى ربه.





الثوار وجدوا حياتهم رخيصة أمام حرية بلدهم (الجزيرة نت)

تعاطف

ومن اللافت أن قضية دماء الشهداء تحظى بمشاعر تعاطف واسعة معهم، يقول شريف قاسم (مطرب وملحن) إنه كان قرر التوقف عن الاشتراك في الاعتصام في ميدان التحرير بعد الخطاب الثاني لمبارك، لكن ما شاهده من مذبحة الأربعاء الماضي جعله يتعاطف مع هؤلاء الشهداء، ويحضر يوميا للمشاركة مع المعتصمين، وفاء لدماء الشهداء.



من جهتهم، رفع المتظاهرون في الميدان شعارات تؤكد أهمية الوفاء لدماء الشهداء وتقديم المسؤولين عن قتلهم للمحاكمة. ويقول أحد الشعارات "دم الشهداء لا يساوي مجرد وعود".



وتشير تقديرات إلى مقتل 300 مصري وإصابة أكثر من خمسة آلاف في المظاهرات المستمرة منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس مبارك.



وتسود بين الحاضرين في الميدان روح معنوية مرتفعة، ويذكر بعضهم بعضا بضرورة الصمود وفاء لأرواح الشهداء.



وتتسابق الصحف المصرية حاليا في نشر قصص هؤلاء الشهداء وإجراء لقاءات موسعة مع ذويهم، ونشر قصصهم الإنسانية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق